داء العنصرية... أما من دواء؟
أصابت بداءها كل المجتمعات ولوثت كل العصور قديمها وحديثها انتشرت عدواها بين الناس في كل مكان وزمان تنتشر كالنار في الهشيم تتغذى على الجهل والتعصب وسوء النية وضيق الافق والصدر تساوي في خطورتها مأسي البطالة والفقر وفي الوقت الذي خلصت فيه البشرية من امراض عديدة وأنتجت ترياقها وسيطرت على طرق عدواها الا أن العنصرية أعيت من يداويها بقيت تتحدى عبر الزمان لتبرز لنا بآلف وجه ولسان لم يسلم منها عرب او عجم أو مكان كل واحد فينا يدعي أنه ضدها فكرا وممارسة وربما ادعى أن سهامها أصابته بشكل او أخر وبنفس الوقت يصعب أن يعترف انه يمارسها.
ورد تعريف العنصرية في المعاجم العربية بأنها مذهب المتعصبين لعنصرهم في الجنس أو المذهب.
أما في نصوص المنظمة الدولية (الأمم المتحدة) أنها: أيّ تمييز أو استثناء أو قيد أو تفضيل مبنيّ على الجنس أو اللون أو الوراثة أو القومية أو الأصل العرقي.
وتعرف أيضا على انها" الافعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين أو لجنس مختلف" .
أو هي "أن تعتقد بوجود جماعات بشرية ذات خصائص معينة بموجبها توضع هذه الفئة في مرتبة أعلى أو أدنى من الآخرين".
وايضا يستخدم المصطلح "ليصف الذين يعتقدون ان نوع المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها".
عبر عشرات القرون وحتى اليوم لم تسلم الإنسانية من شتى امراض العنصرية وصنوف التمييز العنصري فمرة يساء اليها على أساس الجنس وأخرى على اساس اللون حيث سادت احقر مهنة عرفها التاريخ وهي تجارة العبيد حيث كان ينقل البشر من مكان الى أخر كما تنقل البهائم ويجبرون على العمل اكثر واقسى مما تعمل ثم يتم التمييز على اساس المعتقدات الدينية ليدعي كل طرف انه يتعرض لمؤامرات وتدبير الطرف الاخر فقامت أعظم الحروب فيقتل مئات الالاف او الملايين من البشر ووصل الظلم أن يقتل الانسان على أساس خانة الدين أو المذهب في بطاقته دون ذنب جناه حدث ذلك في اكثر من مكان وزمان وفي مرحلة اخرى يتم فرز الناس على اساس العرق ليدعي البعض أن عرقه أنقى من غيره بل يجهد علماء انفسهم ليثبتوا اختلاف أبناء ادم في دمهم او عرقهم وتفوق بعضهم على بعض في الجينات زورا وبهتان وهنا يجدر تماما أن نذكر مفاضلة الاسلام بين الناس في أن قيمة الانسان في عمله وتقواه.
وفي الوقت الذي عانى فيه الغرب أكثر من غيره من نتائجها وهم انفسهم قبل غيرهم انتجوا مفاسدها ومارسوها على انفسهم قبل غيرهم بأبشع صورة حيث بدأت العنصرية عندهم وفي اكثر من بعد انساني وخاضوا حروبا طاحنة قتل فيها الملايين من عرقهم وغيره الا أنهم استدركوا خطورتها ورموا التجارب السالبة خلف ظهرهم فبنوا مجتمعاتهم الحديثة المختلطة على أساس الحرية والقانون الذي يحكم علاقات الناس ولا يأبه باختلافاتهم " فمثلا ينص القانون الفنلندي على اعتبار التمييز جريمة وبموجب نفس القانون "لا يجوز التمييز ضد أي إنسان على أساس الجنس أو العمر أو العرق أو اللغة أو الديانة أو العقيدة أو الرأي أو الوضع الصحي أو الإعاقة أو أي سبب آخر يتعلق بشخصه" في الوقت ذاته بقينا نحن العرب والمسلمين نتخبط لا نعرف ما نريد فلا دولة دينية اقمنا ولا دولة عصرية بنينا وبقينا نتفاخر بأحساب وأنساب وأعراق ومذاهب ونمارس شتى أشكال التمييز فضاءنا اليوم يعبق بكل مظاهر السطحية والعنصرية والتمييز فكان الغرب يكتشف كل يوم جديد ونحن نتفاخر بكل قديم يتطلعون الى مستقبلهم ونحن نستدير الى ماضينا ننبشه ونختلف فيه لنكتشف متأخرين أن أكثره كتب بقلم الزيف والاستبداد لا قلم الحق ومداد الحقيقة وأن غثه كان اكثر من سمينه ونصدم اليوم بأننا لم نضف شيئا الى حضارة الانسان من ايام يزيد إلى عهد بشار.
فرقة الامة وتفتتها في اقطار وجهويات ومذاهب وعرقيات لعبت وما زالت تلعب الدور الأخطر في ضعفها فالأمة الواحدة تشتت في 55 أمة كل منها تعاني تشرذما جهويا أو مذهبيا أو عرقيا أو دينيا بل ان القرية الواحدة والعشيرة الواحدة في بلادنا تفتت وتشرذمت وهذا اوصلنا الى التباغض والتشاحن والتفاخر يصدق فينا قوله تعالى "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى".
اعمل في مكان أرى أن أجمل ما فيه تنوعه البشري حيث اختلاف الجنس ذكر وانثى واختلاف معتقد الدين مسلم وغير مسلم واختلاف معتقد المذهب سني وغيره ولون البشرة اسود وملون وأبيض واختلاف العرق عربي وغير عربي توجد الكثير من الجنسيات يوجد تمايز في مستوى العمل وأجره ومع ذلك اجد تناغما رائعا وعلاقات اجتماعية متداخلة في جميع الاتجاهات متجاوزة أي اختلافات بل كثيرا ما تجد نفسك اقرب إلى من يختلف معك في بعد إنساني أو أكثر ممن تظن قربه منك في عرق أو معتقد وفي الواقع هذا يزيد معرفتنا بالأخر فضلا عن انه ينقح افكارنا النمطية التي بنيناها بحق أحيانا وبزيف معظم الأحيان وأرى كلا يقوم بعمله كما هو محدد له ضمن اطار قانوني يحكم الجميع بحيث يعرف كل واحد حقوقه ويلتزم أداء واجباته ولا نتوقف كثيرا عند اختلافات هي في اذهاننا و عقولنا بل ارى الاحترام يسود الجميع وكل له الحرية في ان يعتقد ما يشاء يصدق في هذا المثل الالماني أن "كل الناس خلقوا من طينة واحدة" تصوروا ...إنه مثل الماني! .
منصور محمد هزايمة الدوحة قطر
أصابت بداءها كل المجتمعات ولوثت كل العصور قديمها وحديثها انتشرت عدواها بين الناس في كل مكان وزمان تنتشر كالنار في الهشيم تتغذى على الجهل والتعصب وسوء النية وضيق الافق والصدر تساوي في خطورتها مأسي البطالة والفقر وفي الوقت الذي خلصت فيه البشرية من امراض عديدة وأنتجت ترياقها وسيطرت على طرق عدواها الا أن العنصرية أعيت من يداويها بقيت تتحدى عبر الزمان لتبرز لنا بآلف وجه ولسان لم يسلم منها عرب او عجم أو مكان كل واحد فينا يدعي أنه ضدها فكرا وممارسة وربما ادعى أن سهامها أصابته بشكل او أخر وبنفس الوقت يصعب أن يعترف انه يمارسها.
ورد تعريف العنصرية في المعاجم العربية بأنها مذهب المتعصبين لعنصرهم في الجنس أو المذهب.
أما في نصوص المنظمة الدولية (الأمم المتحدة) أنها: أيّ تمييز أو استثناء أو قيد أو تفضيل مبنيّ على الجنس أو اللون أو الوراثة أو القومية أو الأصل العرقي.
وتعرف أيضا على انها" الافعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين أو لجنس مختلف" .
أو هي "أن تعتقد بوجود جماعات بشرية ذات خصائص معينة بموجبها توضع هذه الفئة في مرتبة أعلى أو أدنى من الآخرين".
وايضا يستخدم المصطلح "ليصف الذين يعتقدون ان نوع المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها".
عبر عشرات القرون وحتى اليوم لم تسلم الإنسانية من شتى امراض العنصرية وصنوف التمييز العنصري فمرة يساء اليها على أساس الجنس وأخرى على اساس اللون حيث سادت احقر مهنة عرفها التاريخ وهي تجارة العبيد حيث كان ينقل البشر من مكان الى أخر كما تنقل البهائم ويجبرون على العمل اكثر واقسى مما تعمل ثم يتم التمييز على اساس المعتقدات الدينية ليدعي كل طرف انه يتعرض لمؤامرات وتدبير الطرف الاخر فقامت أعظم الحروب فيقتل مئات الالاف او الملايين من البشر ووصل الظلم أن يقتل الانسان على أساس خانة الدين أو المذهب في بطاقته دون ذنب جناه حدث ذلك في اكثر من مكان وزمان وفي مرحلة اخرى يتم فرز الناس على اساس العرق ليدعي البعض أن عرقه أنقى من غيره بل يجهد علماء انفسهم ليثبتوا اختلاف أبناء ادم في دمهم او عرقهم وتفوق بعضهم على بعض في الجينات زورا وبهتان وهنا يجدر تماما أن نذكر مفاضلة الاسلام بين الناس في أن قيمة الانسان في عمله وتقواه.
وفي الوقت الذي عانى فيه الغرب أكثر من غيره من نتائجها وهم انفسهم قبل غيرهم انتجوا مفاسدها ومارسوها على انفسهم قبل غيرهم بأبشع صورة حيث بدأت العنصرية عندهم وفي اكثر من بعد انساني وخاضوا حروبا طاحنة قتل فيها الملايين من عرقهم وغيره الا أنهم استدركوا خطورتها ورموا التجارب السالبة خلف ظهرهم فبنوا مجتمعاتهم الحديثة المختلطة على أساس الحرية والقانون الذي يحكم علاقات الناس ولا يأبه باختلافاتهم " فمثلا ينص القانون الفنلندي على اعتبار التمييز جريمة وبموجب نفس القانون "لا يجوز التمييز ضد أي إنسان على أساس الجنس أو العمر أو العرق أو اللغة أو الديانة أو العقيدة أو الرأي أو الوضع الصحي أو الإعاقة أو أي سبب آخر يتعلق بشخصه" في الوقت ذاته بقينا نحن العرب والمسلمين نتخبط لا نعرف ما نريد فلا دولة دينية اقمنا ولا دولة عصرية بنينا وبقينا نتفاخر بأحساب وأنساب وأعراق ومذاهب ونمارس شتى أشكال التمييز فضاءنا اليوم يعبق بكل مظاهر السطحية والعنصرية والتمييز فكان الغرب يكتشف كل يوم جديد ونحن نتفاخر بكل قديم يتطلعون الى مستقبلهم ونحن نستدير الى ماضينا ننبشه ونختلف فيه لنكتشف متأخرين أن أكثره كتب بقلم الزيف والاستبداد لا قلم الحق ومداد الحقيقة وأن غثه كان اكثر من سمينه ونصدم اليوم بأننا لم نضف شيئا الى حضارة الانسان من ايام يزيد إلى عهد بشار.
فرقة الامة وتفتتها في اقطار وجهويات ومذاهب وعرقيات لعبت وما زالت تلعب الدور الأخطر في ضعفها فالأمة الواحدة تشتت في 55 أمة كل منها تعاني تشرذما جهويا أو مذهبيا أو عرقيا أو دينيا بل ان القرية الواحدة والعشيرة الواحدة في بلادنا تفتت وتشرذمت وهذا اوصلنا الى التباغض والتشاحن والتفاخر يصدق فينا قوله تعالى "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى".
اعمل في مكان أرى أن أجمل ما فيه تنوعه البشري حيث اختلاف الجنس ذكر وانثى واختلاف معتقد الدين مسلم وغير مسلم واختلاف معتقد المذهب سني وغيره ولون البشرة اسود وملون وأبيض واختلاف العرق عربي وغير عربي توجد الكثير من الجنسيات يوجد تمايز في مستوى العمل وأجره ومع ذلك اجد تناغما رائعا وعلاقات اجتماعية متداخلة في جميع الاتجاهات متجاوزة أي اختلافات بل كثيرا ما تجد نفسك اقرب إلى من يختلف معك في بعد إنساني أو أكثر ممن تظن قربه منك في عرق أو معتقد وفي الواقع هذا يزيد معرفتنا بالأخر فضلا عن انه ينقح افكارنا النمطية التي بنيناها بحق أحيانا وبزيف معظم الأحيان وأرى كلا يقوم بعمله كما هو محدد له ضمن اطار قانوني يحكم الجميع بحيث يعرف كل واحد حقوقه ويلتزم أداء واجباته ولا نتوقف كثيرا عند اختلافات هي في اذهاننا و عقولنا بل ارى الاحترام يسود الجميع وكل له الحرية في ان يعتقد ما يشاء يصدق في هذا المثل الالماني أن "كل الناس خلقوا من طينة واحدة" تصوروا ...إنه مثل الماني! .
منصور محمد هزايمة الدوحة قطر