بعد أن أثبت شباب الأردن وعيهم وحبهم لوطنهم ووقوفهم في وجه أي مخطط لهدم الأردن، وبعد أن قام الشباب بحملات داعمة للوطن واقتصاد الوطن، وحملات تعبر عن مدى انتمائهم لوطنهم وتعلقهم بكل حبة تراب فيه، وبعد أن كان موقفهم في هذه المراحل الصعبة التي تمر بها بلدنا هو الموقف الأقوى وكانت بصمتهم هي الأعمق والأصدق؛وبما أن الأردن تعتبر دولة فتية نسبة لمتوسط أعمار مواطنيها، فيتعين على الدولة تفعيل دور الشباب في المساهمة في صنع القرار والمساعدة على النهوض بالمجتمع وتفعيل دور المنظمات الأهلية الشبابية، والأهم أن تقوم الدولة بتوفير فرص عمل لهؤلاء الشباب والقيام بجميع الحلول الممكنة لتوفير أكبر عدد من فرص العمل ومحاربة البطالة واستيعاب أكبر عدد ممكن من خريجي الجامعات والمعاهد والاستفادة من حماسهم وقدرتهم على العمل بصدق بدل من تشتيتهم وجلب اليأس إلى قلوبهم نتيجة البطالة وعدم توفر بيئة عمل تحفظ لهم كرامتهم وتسهم في إثراء خبراتهم.
كما يتعين على الدولة الأخذ بعين الاعتبار أن تكون مسابقات الدولة تشمل جميع الاختصاصات الجامعية وتتمتع بقدر عال من الصدق والموضوعية وأن تكون بعيدة كل البعد عن المحسوبيات وتكون نتائجها خاضعة للمراقبة العادلة من قبل الجهات المختصة، ومراقبة تعيين الناجحين وضرورة صدور قرار تعيينهم خلال سنة واحدة -بدءا من تاريخ النجاح- كحد أقصى.
وكل ما سبق هو ليس من مبدأ مكافأة للشباب أو "صدقة" وإنما من مبدأ أنه واجب على الدولة وحق للمواطن.
هذا ويتعين على الشباب استمرارهم بالصدق في عملهم والعمل يوما بعد يوم على تعزيز ثقة المجتمع والدولة بهم وإثبات أنهم يستحقون هذه الثقة.
وأخيرا لا يسعنا سوى أن نأمل بوجود حلول مناسبة تسهم في مكافحة البطالة وتشغيل أكبر عدد ممكن من الشباب كي نسهم معا بتطوير مجتمعنا ودعم استقراره، فاستقرار الدولة يبدأ من استقرار الفرد، الشباب أمانة في عنق الدولة عليها ان تحفظ لهم حقوقهم التي سلبها أصحاب النفوذ حمى الله أردننا وحمى شبابنا من الفتن.
EMAIL: kifahok@yahoo.com