حارق الصورة وهاجس الملك.. محاولة للفهم..!

حارق الصورة وهاجس الملك.. محاولة للفهم..!
أخبار البلد -  



تمثّل صورة ذلك الشاب الذي اجترح فعلة إحراق صورة رمز البلاد، واحدة من الأفعال المستهجنة في دولة تعتز بقيادتها الهاشمية، وبرمز وحدتها، وعنوان تماسكها، ومهما كانت دوافع ذلك الشاب وراء تلك الفعلة، إلاّ أنها تظل صورة بشعة، في مجتمع يسعى إلى التصالح والإصلاح، وفي كل الأحوال فهي واحدة من حالات النزق الكثيرة التي تجتاج شرائح واسعة من أبناء المجتمع، في ظل حالة تخبط صارخة في السياسات والمراجعات والطروحات الرسمية، لم تستطع أن تلامس قناعات الناس وعقولهم..!!

وفي تقديري، فإن المشكلة لا تكمن في فعلة مستهجنة من هذا النوع، قد لا نستغرب أن تتكرر في مرات أخرى وعلى أيدي أشخاص آخرين، وإنما تكمن في تراكمات سلبية، إن تُركت دون علاج فإنها تُنذر بشرَرٍ خطير وشرّ مستطير، وأنا على يقين أن حارق الصورة لا يحمل أي ضغينة أو كراهية للملك، لكنه أرادها فرصة للتعبير عن رفض ما في داخله لمرحلة أو لظروف ثقيلة، تُلقي على كاهله بأعباء لا يستطيع احتمالها، وأنا هنا لا أبرر بقدر ما أفسّر وأحلّل، آخذاً بالاعتبار مستويات التفكير المتفاوتة لدى الناس، وإذا كان ثمّة اعتلالات في قدرات البعض على اجتياز المرحلة وظروفها بنوع من العقلانية والنضج، فإن اجتراح فعلة الحرق تصبح واحدة من الأدوات التي يلوّح بها البعض منهم للتدليل على حالة "الطفحان" التي تجتاحهم وتسيطر على تفكيرهم..!!

دعونا نلقي باللائمة على سياسات وبرامج اخترعتها حكومات أردنية زعمت أنها ستنقذ البلاد والعباد وتخلصهم من الذل والاستعباد، فما وقف إمرؤ أمام حاجته الملحّة إلاّ وأصابه نزر من ذل أو استعباد، حتى لو كانت قضيته عادلة، لأن الموازين باتت مختلّة، وما دامت كذلك، فإن العدالة تصبح شعاراً فارغاً من مضمونه، ومهما طرحته الحكومات في برامجها وخططها، ورفعته في خطاباتها، فإنها لن تقنع أحداً حتى نفسها، وبالتالي ستزداد حدّة الاحتقان في الشارع، ونظل كمجتمع نشهد أفعالاً غير مرضية لا تُثير استهجاننا بقدر ما تثير شفقتنا..!!
أرى أن المتهم الحقيقي في فعلة الإحراق، سواء إحراق الصورة أو إحراق النفس، ليس الأشخاص الذين ارتكبوا الفعلة، فهؤلاء يعبرون عن مظهر الحدث والمشهد وإنْ بطريقة خاطئة، لكن المتهم الحقيقي هو المسؤول التنفيذي الفاسد والمخطط الاستراتيجي الفاشل، وزمرة المنافقين والانتهازيين وصائدي الفرص من بطانات السوء الذين تسمنوا وتضخمت كروشهم وثرواتهم من مال الشعب، فهؤلاء هم منْ يجب أن يحاسبوا ويُعاقبوا، ولعل في بقائهم يسرحون ويمرحون بيننا دون حساب أو عقاب ما يفتح ليس الباب فحسب وإنما شهية آخرين لاجتراح أفعال حرق وإحراق تؤذي مجتمعنا وتؤلم مليكنا وشعبنا..!

نحتاج في هذه المرحلة الدقيقة أن نقرأ الأحداث والوقائع على المشهد الأردني بدقة وعمق، وألا نسطّح الأمور، أو نغلّب العاطفة، بل لا بد من إعمال العقل والفكر، حتى نتمكن من الخروج من الأزمات التي تجتاحنا بأقل خسائر ممكنة، وأول مراحل التفكير السليم أن نشدّ رحالنا بعزم إلى عدالة اجتماعية حقيقية نرسيها بيننا بحكمة وعقل، فهي السبيل إلى سلام المجتمع وتصالحه مع ذاته، وتصافح ناسه شعباً وسلطات.. وهي فكرة لا تزال هاجس الملك، نؤيده فيها وندعم توجّهه ونحمي رمزيته.

Subaihi_99@yahoo.com
شريط الأخبار عريضة خطية من (51) عضو هيئة تدريس تؤيد تصريحات الدكتور "عزمي محافظة" حول البحث العلمي التربية تعلن عن موعدنتائج "التوجيهي" و دوام المدارس قطع رأس والده وعرضه في مقطع مصور على يوتيوب.. تفاصيل 7 إصابات في انهيار سقف منزل في مخيم الزرقاء.. صور دهس طالبة (توجيهي) أمام مدرستها في صويلح وفرار السائق في سابقة هي الأولى من نوعها.. دولة عربية تصدر 245 حكم إعدام لمتاجرين دوليين بالمخدرات مجلس البناء الوطني يوصي بتدعيم بناية سكنية بإربد بشكل فوري (شطب واستبدال).. سورية تغير صفة الفلسطينيين في السجلات المدنية نقابة المهندسين تبدأ بدراسة أسباب انهيار البناية السكنية في إربد "الخدمات العامة": تجاوزات على الحقوق العمالية للعاملات بقطاع السكرتاريا تحذيرات مهمة للاردنيين الأردن سدد أكثر من 110 ملايين دولار لصندوق النقد خلال العام الحالي مستجدات جديدة بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة جامعة العلوم التطبيقية الخاصة تستضيف ندوة لإشهار كتاب "شذرات من تاريخ الأردن" لدولة الدكتور عبدالرؤوف الروابدة بتنظيم من مركز التوثيق الملكي الحوثيون يؤكدون ضمان معاملة إنسانية لمن تم إنقاذهم من سفينة الشحن "إترنيتي سي" صندوق النقد: خسائر "الكهرباء الوطنية" تراجعت إلى 1.1% من الناتج المحلي طقس حار ودرجات الحرارة اعلى من معدلاتها اليوم تسارع جنوني.. الدين الأميركي يرتفع 410 مليارات دولار خلال يومين بيع أول حقيبة يد هيرمس بيركين مقابل 10 ملايين دولار انهيار مبنى مفخخ على جنود إسرائيليين في غزة