متقاعدون أفنوا عمرهم في الشركة ولا يجدون تأمين صحي كريم لمعالجتهم !!
أكلوهم لحماً ورموهم عظماً .. والمتقاعدون يستعدون لإشعال الشارع أمام مبنى الشركة بعد غد !!
يستعد المتقاعدون من شركة الفوسفات للعودة إلى الشارع وتقويض الاتفاقية التي تم توقيعها بينهم وبين الشركة بعد أن اتهموا الشركة بعدم الإلتزام بالبنود التي وردت في الاتفاقية ، لاسيما وأن معاناتهم مع التأمين الصحي لا تزال مستمرة وشكواهم لم تجد حتى هذه اللحظة آذاناً صاغية أو قلوباً حانية لتتجاوب مع صرخاتهم المستمرة حول المضايقات والمنغصات التي يجدونها في طريقهم نحو الحصول على رعاية طبية مناسبة وملائمة لحالتهم الصحية .
المتقاعدون مستمرون في محاولاتهم ولم يعرفوا اليأس أبداً ولن يعرفوه ، ولطالما آمنوا بشرعية مطالبهم وحقهم في الحصول على رعاية صحية وطبية بشكل أفضل من الذي حصلوا عليه بعد أن أفنوا عمرهم وشبابهم في المحاولات الجادة والمكافحة المستمرة عبر السنين الطويلة ليجعلوا شركة الفوسفات من أهم الشركات في المملكة وهذا مانجحوا فيه ، وأرباح الشركة في الربع الأول من هذا العام "147 مليون دينار صافي أرباح" خير دليل على أنها وصلت وستصل إلى نجاحات أخرى وإنجازات أخرى وذلك بفضل الجهود التي بذلها المحاربون القدامى في الشركة وبفضل الجهود التي يبذلها من استلموا الراية منهم وأكملوا المشوار .
وهنا تطرح العديد من التساؤلات نفسها حول تعنت إدارة الشركة وتزمتها في إعطاء هؤلاء المتقاعدين حقوقهم في الحصول على تأمين صحي أفضل ومراعاة أنهم الأساس الذي بنيت عليه الشركة وسجلت كشركة مساهمة عامة في العام "1949" والنظر إليهم على أنهم شركاء في الإنجاز وليسوا مجرد موظفين عابرين خرجوا من الخدمة ولم يستحقوا الثناء والتقدير على ما قدموه تجاه شركتهم الأم ومنزلهم الثاني .
فأين الضرر لو خصصت الشركة جزءاً من أرباحها لهؤلاء المتقاعدين ؟ وحاولت أن ترد الدين لمن خانتهم صحتهم حينما كبروا في أروقة الشركة ونال منهم التعب والإنهاك والإجهاد ، وهل يحصل إداريو الشركة الحاليين على ذات الخدمة الطبية والرعاية الصحية التي يحصل عليها أسلافهم المتقاعدين ؟ وهل يقف مدير الشركة في طوابير طويلة للحصول على خدمة طبية جيدة ورعاية مناسبة ؟ ولماذا يتم إجبارهم على التوجه والنزول للشارع وهم من شاركوا وساهموا بكل إنجاز ونجاح ستصل إليه الشركة يوماً ، ومن لهؤلاء الشاكين الباكين على حالهم وأحوالهم وظروف معيشتهم وعافيتهم في أبدانهم ؟ وإلى متى ستبقى إدارة الفوسفات مغمضة أعينها عن المحاولة الجادة والحقيقية لإنهاء معاناتهم .
أسئلة كثيرة تدول في خلد المتقاعدين حول قضية تأمينهم الصحي وسيحاولون معرفتها يوم الإثنين القادم حين يستأنفوا اعتصامهم المعلق بعد خيبة أملهم في الحصول على ما أرادوا من اعتصامهم في المرة الأولى .