بسام بدارين - واصلت صحيفة 'الرأي' الحكومية الاردنية حملتها على الحركة الاسلامية طوال الاسبوع الماضي ونشرت منتصف الاسبوع افتتاحية جديدة تحدثت فيها عن اجندات وارتباطات خارجية ومندسين يضمرون السوء للمملكة ولحراكها السلمي، فيما استمرت التعبيرات القلمية التي تتحدث عن صراع بين مراكز القوى والنفوذ يستهدف منع حكومة الرئيس عون الخصاونة من تسلم زمام المبادرة فيما يتعلق بالولاية العامة.
ومع يوم الجمعة ورغم تواجد العديد من وسائل الاعلام في منطقة وسط العاصمة الاردنية عمان لمشاهدة ما هدد به الشيخ زكي بني ارشيد من تصعيد في الاعتصامات مرت الذكرى الاولى لانطلاقة الحراك بهدوء ونعومة حيث تغيب الاسلاميون عن الفعالية الرئيسية في وسط العاصمة ولم يحشدوا لها وتركت ساحة النخيل مقر الاعتصام الطويل نسبيا الى ابناء المحافظات وتحديدا ابناء مدينة ذيبان جنوبي عمان الذين حضروا وقادوا الاعتصام الرئيسي عمليا.
ولم يفسر الاسلاميون بعد تراجعهم للظل يوم السادس من الشهر الجاري خلافا لما سبق ان اعلنوه، لكن الناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي كان قد كشف النقاب لـ'القدس العربي' عن لقاء مهم وايجابي وصريح تخلله العتاب المتبادل ومناقشة جميع التفاصيل عقده رئيس الوزراء عون الخصاونة ووزير الداخلية محمد الرعود مع قيادات جبهة العمل الاسلامي التي لم يظهر فيها باعتصام العاصمة الا الشيخ علي ابو السكر.
قبل ذلك اعتبر الكاتب في صحيفة 'الغد' محمد ابو رمان الحكومة 'غايب فيلة' او خارج التغطية، فيما يتعلق بمبررات واسباب التجاذب الحاد في الشارع والصحافة على خلفية تبادل التصريحات والاتهامات بين جهات رسمية والاخوان المسلمين حيث فاجأ القيادي زكي بني ارشيد الوسط السياسي بمقابلة صحافية تحدث فيها عن تنسيق بين جهات اردنية والموساد الاسرائيلي لضرب الاخوان المسلمين والحراك السياسي في البلاد في الوقت الذي ابرزت فيه صحيفة 'الرأي' تصريحات الملك عبد الله الثاني التي يؤكد فيها بأن الاصلاح مستمر في البلاد لكنه قلق من الوضع الاقتصادي.
وكان الكاتب في صحيفة 'الدستور' ماهر ابو طير قد اثار الكثيرمن الجدل عندما تحدث في احد مقالاته عن مسؤولين سابقين سربوا وثائق رسمية خطيرة وحساسة لخارج البلاد لتحصين انفسهم من اتهامات مفترضة بالفساد وتلقفت المعارضة توجان الفيصل الامر ونشرت مقالا عبر المواقع الالكترونية طالبت فيه بالتحقيق في هذه الواقعة وتقديم المسؤولين المشاراليهما للعدالة والتحقيق متهمة خصمها الدائم رئيس الوزراء الاسبق علي ابو الراغب بانه قد يكون بين من فعلوا ذلك.
وفي صحيفة 'الغد' ايضا طالب الكاتب ياسر ابو هلاله بوقف ما اسماه بسحب الافلام فيما يتعلق الحملة الشرسة على الاسلاميين معتبرا الحديث عن استعراضات عسكرية لهم في شوارع عمان ضجة مفتعلة وكذبة غير صحيحة وملمحا لان الهدف من توتير العلاقة مع الاخوان المسلمين ليس هم ولكن حكومة الرئيس الخصاونة التي تحاول التفاهم معهم متحدثا ايضا عن تجاذبات داخل الدولة ومؤسسات القرار ضد وزارة الخصاونة.
وفي غضون ذلك نشر القيادي في جبهة العمل الاسلامي الدكتور ارحيل الغرايبة مقالا في صحيفة 'العرب اليوم' الجمعة ركزفيه على ضرورة تقديم العون اللازم لحكومة الخصاونة لانها تخوض فعلا معركة شرسة بعنوان استعادة الولاية العامة مشيدا بقرارات واجراءات هذه الحكومة التي تحاول استعادة زمام المبادرة الدستورية ومطالبا لاول مرة بضرورة الاتفاق معها الملفات الوطنية بما فيها ملف قانون الانتخاب.
وفي سياق الحملة الاعلامية كانت صحيفة 'الرأي' الحكومية قد نشرت تقريرا تضمن معلومات مفترضة عن عمليات تدريب عسكرية يقوم بها الاخوان المسلمون داخل البلاد، الامر الذي نفته جبهة العمل الاسلامي عدة مرات واعتبرته كذبة في اطار تشويه الحركة الاسلامية، كما قال الشيخ حمزة منصور.
ذكرى انطلاقة الحراك الاردني: الاسلاميون تراجعوا للظل ومقالات صحافية تطالب الدولة بوقف 'سحب الافلام' واللعب بورقة العشائر
أخبار البلد -