التقى رئيس الوزراء عون الخصاونة في دار رئاسة الوزراء اليوم الخميس مجموعة من قيادات الحركة الإسلامية في إطار جهود الحكومة لإجراء حوارات مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني والأطياف السياسية بشأن مسيرة الإصلاح الشامل في المملكة.
وشارك في اللقاء أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور ورئيس الدائرة السياسية في الحزب زكي بني ارشيد ورئيس الدائرة السياسية في جماعة الإخوان المسلمين ارحيل الغرايبة والناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر.
واتسم الحوار الذي تم خلال اللقاء الذي حضره وزراء الداخلية محمد الرعود والطاقة والثروة المعدنية قتيبة أبو قورة والدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي بالصراحة والإيجابية.
وتحدث الخصاونة عن المرحلة الحاسمة والتاريخية التي يمر بها الأردن والفرص الإصلاحية المتأتية حاليا مجددا التزام الحكومة بعملية الإصلاح كنهج أساسي لا رجعة عنه والعزم على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالإسراع في تحقيقه.
وشدد رئيس الوزراء على أن الحفاظ على سلمية الحراك المطالب بالإصلاح هي مصلحة وطنية عليا تتطلب من الجميع المحافظة عليها، مشيرا إلى أهمية الابتعاد عن أي مظهر قد يعطي انعكاسا بغير ذلك.
وأكد الخصاونة أن الحكومة ملتزمة بالحفاظ على حرية التعبير ومن واجبها أن تنظم ذلك، مبينا أن الحكومة لن تسمح لأي أردني بالاعتداء على أي أردني آخر بسبب خلاف في الرأي.
وعرض رئيس الوزراء خلال اللقاء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الإقليم والأردن، مؤكدا ضرورة تكاتف جميع الجهود واستثمار الفرص الاقتصادية المتاحة.
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة في تصريحات صحفية عقب اللقاء، أن الاجتماع اتسم بالصراحة والوضوح التام حول علاقة الحكومة مع الحركة الإسلامية والموضوعات المتعلقة بالحراك السياسي والتأكيد على ضرورة أن يبقى هذا الحراك في الإطار السلمي.
وأشاد المجالي بدور الحركة الذي اتسم على الدوام بالإيجابية في هذا الإطار، وقال: "نحن نحذر من عناصر مندسة أو عناصر مدفوعة بدوافع أخرى".
وبين أن رئيس الوزراء سيعقد يوم غد الجمعة لقاء مع لجنة الحوار الوطني مثلما سيلتقي خلال الأسبوع المقبل مع قيادات الأحزاب الوسطية وقيادات الأحزاب اليسارية والقومية ولجنة المتقاعدين العسكريين.
وقال إن الحكومة حريصة على الحوار مع مختلف الفعاليات السياسية والنقابية وهي عازمة على لقاء الجميع كوننا جميعا أبناء وطن واحد ولا يحق لأحد أن يزاود على أحد في موضوع الإصلاح والتغيير.
وشدد بهذا الصدد على أن الحكومة تدفع بالإصلاح والتغير نحو الأمام، مشيرا إلى إجراءات وخطوات حكومية وقرارات تشريعية في هذا الصدد.
وقال المجالي إن أوضح مثال على ذلك هو الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء يوم أمس أمام النواب بشان الخصخصة والذي لاقى ترحيبا كبيرا من قبل الجميع.
وأكد إيمان الحكومة بأن الإصلاح والتغيير يأتي ضمن خطوات وأن الديمقراطية هي مسألة متدرجة، وأن الإصلاح يكون ضمن تحولات وخطوات تأتي تباعا وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود.
وأضاف المجالي "إن ما تقوم به الحكومة هي خطوات جادة وإصلاحية وليست دعائية ولا من باب الترويج أو البحث عن شعبية، فمسؤوليتنا خدمة شعبنا ووطننا والحفاظ على أمنه واستقراره".
من جهته، أكد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور في تصريحات صحفية أن أجواء الحوار كانت إيجابية وصريحة حيث انصب الحديث على الإصلاح وضرورة تحقيق هذا الإصلاح بنموذج أردني يستند إلى إصلاح حقيقي وشامل وفق وسائل سلمية وسليمة تعود بالنفع على الأردن.
وأكد أن الحركة الإسلامية جزء من عملية الإصلاح، لافتا إلى أن الإصلاح ينهض على أكتاف كل الأردنيين ولمصلحتهم جميعا.
وأشار منصور إلى أن الحوار يكون بكل الوسائل التي كفلها الدستور والقانون وعبر المؤسسات والوسائل السلمية شريطة أن يكون الحراك الشعبي حراكا سلميا وسليما.
وقال: "إن الحركة الإسلامية لم تكن يوما إلا في خندق هذا الوطن حتى في المنعطفات التاريخية التي كانت فيها الحركة الإسلامية في طليعة الواقفين في خندق هذا الوطن".
وأضاف "نحن نشارك عندما تكون المشاركة مصلحة وطنية ونقاطع لذات السبب مؤكدا تطلعه لإصلاحات تجعل النسخة الأردنية متميزة في المنطقة