عاطف الجولاني
المؤشرات لا تشي بأن عمر حكومة عون الخصاونة سيطول، رغم أن المعارضة لا تهتف لرحيلها كما فعلت مع حكومات سابقة، وكذا الشارع لم يتأفف منها بعد ولم يحكم عليها بالفشل.. لكن ثمة من لا يرضى عن نهج الحكومة وأدائها وطريقة عملها ونزعتها للاستقلالية وممارسة دورها وصلاحياتها التي تعتقد أن الدستور يخوّلها إياها.
وزيرة التنمية الاجتماعية اتخذت موقفا جريئا تجاه ملف جمعية المركز الإسلامي. والناطق باسم الحكومة حكّم هو الآخر عقله وضميره ونطق بقناعاته إزاء الاعتداء على مسيرة المفرق، فتحدّث عن مراكز قوى وعن منفلتين ومنضبطين. وقبل ذلك كان رئيس الحكومة يعبّر عن موقف قانوني وأخلاقي متقدم تجاه حدث رأى أنه لا يسقط بالتقادم، فتحدث عن خطأ دستوري وسياسي ارتكب في قضية إبعاد قادة حماس.. إضافة لذلك تجرأ على الاقتراب من عش الدبابير وبدأ بفتح ملفات الفساد.
مواقف جديدة تخرج عن سياق الأداء المعتاد للحكومات في الأردن وبقية دول العالم المتأخر، حيث المهمة الأساس للوزراء والمسؤولين ترويج وتزويق مواقف السلطة السياسية والدفاع عنها بالحق والباطل.. فروايتها على الدوام صادقة، والمعارضون ودعاة الإصلاح مخرّبون ومغرضون وخارجون على القانون والمصلحة الوطنية!!
قد يخسر المسؤول موقعه في السلطة إن هو انحاز إلى الحق والحقيقة وانسجم مع قناعاته، لكنه بالتأكيد يكسب احترام النخب الصالحة والجماهير التي لم يعد بالإمكان تزييف وعيها، وفوق ذلك يحظى باحترام الذات وراحة الضمير.