أخبار البلد - قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الخميس إن منظومة دفاعية تعمل بالليزر اجتازت لأول مرة اختبارا لاعتراض طائرات مسيرة وصواريخ سواء أكان مصدرها حركة حماس في قطاع غزة أو حزب الله في لبنان.
وسرّعت إسرائيل عملية إطلاق الصواريخ الاعتراضية التي تقوم في عملها على الليزر في إطار خطة لاعتماد مثل هذه التكنولوجيا وتقليل التكاليف الباهظة التي تتكبدها حاليا بإسقاط المقذوفات القادمة.
وقال البريجادير جنرال يانيف روتيم من قسم البحوث والتطوير بالوزارة "غيّر الليزر قواعد اللعبة بفضل نظام التشغيل السهل والمزايا الاقتصادية الكبيرة”.
وأضاف "خطتنا هي وضع أجهزة إرسال ليزر متعددة على طول حدود إسرائيل خلال العقد المقبل”.
وكشفت الوزارة أن نظام الليزر تمكّن من اعتراض طائرات مسيرة وصواريخ وقذائف مورتر وصواريخ مضادة للدبابات في مواقف مختلفة.
الليزر يغير قواعد اللعبة بفضل نظام التشغيل السهل والمزايا الاقتصادية الكبيرة قياسا بصواريخ القبة الحديدية الباهظة
وقال مسؤولون في وقت سابق إن الصواريخ الاعتراضية ستستخدم الليزر لتسخين الطائرات المسيّرة القادمة أو أنواع الصواريخ التي يفضلها المقاتلون المدعومون من إيران.
وسيمثل الليزر ذو القدرة العالية إضافة إلى الدفاعات الجوية الإسرائيلية الحالية المكونة من منظومات طويلة وقصيرة المدى تطلق صواريخ اعتراضية يتكلف كل منها من عشرات الآلاف إلى الملايين من الدولارات.
وبمجرد أن تصبح المنظومة جاهزة للعمل تخطط إسرائيل لنشرها في الجنوب مبدئيا، إذ تتعرض البلدات هناك كثيرا للقصف من حماس والفصائل الأخرى في غزة.
وأشار خبراء إلى أن إسرائيل ضاعفت من مساعيها لامتلاك منظومات دفاعية تعتمد على الليزر خاصة بعد أن شهدت الحرب الأخيرة في غزة أسلوبا جديدا من جانب الفصائل المسلحة في غزة يقوم على إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ بهدف استغلال معدل الفشل الإحصائي للدفاعات الجوية الإسرائيلية وزيادة احتمالات التسبب في سقوط قتلى أو جرحى بمدن إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قد أعلن في فبراير أن بلاده ستسرّع نشر صواريخ اعتراضية تعمل بتقنية الليزر ضمن خطة لإحاطة نفسها بمثل هذه التقنية وخفض التكاليف الباهظة التي تتكبدها حاليا عند إسقاط الصواريخ القادمة من غزة.
وتوقع مسؤولون إسرائيليون في يوليو، عندما أماطوا اللثام عن نماذج أولية للصواريخ التي تستخدم أشعة الليزر، أن مثل هذه النظم ستكون جاهزة للاستخدام في عام 2025.
وقال بينيت "في غضون عام ستشغل قوات الدفاع الإسرائيلية بالفعل نظام اعتراض يعمل بالليزر تشغيلا تجريبيّا قبل استخدامه في العمليات في الجنوب أولا ثم في الأماكن الأخرى”.
Thumbnail
وأضاف بينيت أمام معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب "وسيمكننا هذا مع مضي السنين من إحاطة إسرائيل بحائط من الليزر يحمينا من الصواريخ والمقذوفات والطائرات المسيرة وغير ذلك من التهديدات”.
وقال بينيت "ستنقلب الآية، سيستثمرون الكثير وسنستثمر القليل، فإذا كنا نستطيع اعتراض صاروخ أو مقذوف بومضة كهربائية تكلفنا القليل من الدولارات، فإننا بالضرورة سنتخلص من حلقة النار التي أقامتها إيران… هذا الجيل الجديد من أنظمة الدفاع الجوي يمكن أن يخدم أيضا أصدقاءنا في المنطقة المعرّضين أيضا لتهديدات خطرة من إيران ووكلائها”.
ولطالما كان مفتاح نجاح إسرائيل هو نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي، الذي يستخدم الرادار والصواريخ لاعتراض الصواريخ والتهديدات الأخرى. وقد أبقى ذلك المدنيين الإسرائيليين في مأمن بشكل نسبي من حوالي 4 آلاف صاروخ يقول الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاقها من غزة، ومع ذلك لم يثبت هذا النظام فاعليته في الحرب الأخيرة.
ويرى خبراء عسكريون أن الرسالة الموجهة بعد الحرب الأخيرة مفادها أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية قد لا تكون ذات يوم كافية لعرقلة حجم الصواريخ، وربما لن تعترف إسرائيل بذلك، لكنها تحركت بشكل متواز للبحث عن حل لهذا التحدي.
ويقوم نظام القبة الحديدية، الذي مر بمراحل متلاحقة من التطوير منذ أن أدخلته إسرائيل للخدمة بشكل فعلي في العام 2006، باكتشاف مجموعة متنوعة من الأهداف قصيرة المدى وتقييمها واعتراضها مثل الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، إضافة إلى اعتراض الطائرات المسيّرة.