أخبار البلد - بعد إعادة تطبيع علاقتها مع الإمارات العربية المتحدة، انتعش من جديد تحالف تركيا مع إسرائيل الذي تعرض لبرود خلال السنوات الماضية، مع تركيز أردوغان على تشجيع الحركات الإسلامية ومحاولته البائسة لإحياء الدولة العثمانية على حساب سيادة الدول العربية.
كان الصراع أيضا بين مختلف الدول في شرق المتوسط يدور حول الغاز الطبيعي، كل هذه الدول والقوى المتنافسة ترغب في لعب دور أساسي بنقل الطاقة إلى أوروبا وقد دمرت سوريا التي رفضت مشروع أنبوب الغاز القطري التركي.
تحالف تركيا مع إسرائيل تاريخيا
تعد تركيا من أوائل الدول في العالم التي اعترفت بإسرائيل ومن الدول الإسلامية التي طبعت علاقتها إلى جانب أذربيجان، قبل أن تلحق بها بقية الدول العربية.
تم إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات الإسرائيلية التركية في مارس 1949 أي بعد عام على قيام الدولة العبرية وهجرة اليهود إلى فلسطين.
بعد مرور 15 عامًا على زيارة الرئيس الراحل شيمون بيريز لأنقرة، وصل الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى العاصمة التركية يوم الأربعاء الماضي بهدف إعادة بناء العلاقات مع نظيره التركي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
بالنظر إلى العلاقة المعقدة بين البلدين على مدى العقد الماضي، فإن زيارة هرتسوغ التاريخية تمثل بداية حقبة جديدة لهذه العلاقات الدبلوماسية، وتحيي التحالف المهم بين البلدين.
تركيا تعود إلى سياسة صفر مشاكل
على عكس المبادرات السابقة بشأن هذه القضية، فإن تركيا هذه المرة هي التي تسعى إلى التقارب، وهذا يثير التساؤل حول ما الذي جعل أردوغان الذي لم يتردد في لوم إسرائيل يطلب التقارب معها.
في مواجهة تآكل الليرة التركية وقلة المستثمرين الأجانب، اضطرت أنقرة في نوفمبر الماضي إلى تطبيع علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة.
سارعت الإمارات، التي أدركت ضعف أنقرة الاقتصادي، إلى الإعلان عن استثمار بقيمة 10 مليارات دولار في السوق التركية، وبذلك تكون أبوظبي في الواقع بمثابة نقطة تحول في السياسة الخارجية التركية تجاهها وطالبت أنقرة بالتخلي عن سياستها الخارجية المتناقضة والتي تتعارض أيضًا مع روح الاتفاقات الإبراهيمية.
علاوة على ذلك، فإن استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة والحصول على الغاز الطبيعي الذي يتم ضخه من المياه الاقتصادية الحصرية لإسرائيل على حساب اليونان وقبرص هما حكايتان إضافيتان بارزتان تفسران التحول في موقف الرئيس التركي تجاه إسرائيل.
تركيا في حلف الناتو
على مدى الأسبوعين الماضيين، أصيبت تركيا، مثل البلدان الأخرى، بالفزع من الغزو الروسي لأوكرانيا، هذا جعلها تقدر حقيقة أنها جزء من حلف الناتو والتي كانت رافضة لها في الماضي.
من المحتمل أن تشهد الحرب في أوكرانيا عودة أنقرة إلى السياسة الخارجية التقليدية الموالية للغرب التي رأيناها خلال الحرب الباردة.
تعني هذه الظروف أن كل شيء مثالي لأجل عودة العلاقات بين البلدين، وكذلك تسوية الخلافات مع الولايات المتحدة تحث قيادة بايدن.
الغاز هو كلمة السر
تعمل إسرائيل مؤخرا على خط الأنابيب الإسرائيلي – الأوروبي وهو مشروع طموح وضخم ستنتهي منه بحلول 2025 وسيكلف 6.4 مليار دولار، غير أنه يواجه مشاكل وهناك حديث على أن إدارة بايدن لا تدعمه بل ترى أنه من الأفضل أن يكون هناك أنبوب يربط إسرائيل وتركيا وأوروبا.
وبالطبع يبدو أن إسرائيل قد اختارت تفضيل تركيا على التصدير من خلال اليونان، لكن هذا لا يعني أن الأخيرة لن تستفيد، سيكون هناك مشروع يربط بين كل هذه الدول.
في كل الأحوال تريد إسرائيل تصدير الغاز إلى أوروبا ولا يهم الدولة التي ستعمل وسيطا كثيرا، ومن جهة أخرى ترتبط الإمارات بعلاقات جيدة بكل من أنقرة وتل أبيب، لذا يمكن لشراكاتها المشاركة في المشروع ولاحقا ربط الخليج العربي خصوصا قطر والسعودية بهذا المشروع حيث يمكنهما تصدير الطاقة إلى القارة العجوز.
ويخطط الغرب للتخلي عن الطاقة من روسيا، ويمكن لدول الشرق الأوسط أن تلعب دورا مهما في تصدير الغاز إلى جانب دول أفريقيا خصوصا نيجيريا التي تعول على مروعين مع المغرب والجزائر.