تتميز كلمة ( دولة ) بوقع خاص يوحي بالثقل والهيبة وقوة القرار ولذلك ومع قدوم حكومة السيد عون الخصاونة خلفا لحكومة الدكتور معروف البخيت التي تناوشتها الانواء من كل جانب , كان لابد من الايحاء بجديد الحكومة الجديدة , ولأنها ليست حكومة حزب وبرنامج فقد وجدت أن جديدها كان في تكرار كلمة ( دولة ) في مبنى الرئاسة وأتساع الرئاسة وأستفحال أمرها الاداري والتنفيذي وأخيرا سيطرة رجال القانون .
وعن الاولى ففي البداية هناك دولة الرئيس عون الخصاونة في الطابق العلوي ( فوق الكل ) , ثم وزير (الدولة ) لشؤون رئاسة الوزراء والتشريع السيد أيمن عودة , ثم وزير ( الدولة ) لشؤون مجلس الوزراء السيد كليب الفواز , وثالثا وزير( الدولة) لشؤون الاعلام والاتصال الاستاذ راكان المجالي , ورابعا وزير ( الدولة ) للشؤون القانونية الدكتور عمر الجازي , ولو التقيت صدفة دولة الرئيس وحوله وزراء الدولة فان الكلمات ستخونني والافكار ستتبعثر في مثل هذا الموقف العصيب .
أما عن الثانية وهي أتساع الرئاسة وأستفحال أمرها ففي تعيين وزيري دولة واحد لشؤون الرئاسة وثان لشؤون مجلس الوزراء , ولكل منهما طاقم موظفين ما يوحي أننا نخطط لأدارة دولة مترامية الاطراف تضم عشرات الملايين من البشر !! فهل في المستقبل العربي مفاجآت !!
وزيران لأدارة شؤون الدوار الرابع في عمان مقابل وزير واحد لشؤون الحكومة البريطانية !!
وعن الثالثة وهي سيطرة رجال القانون في الدوار الرابع فلدينا دولة القاضي الدولي , ثم وزير التشريع , فوزير الشؤون القانونية , وفي المبنى المجاور رئيس ديوان التشريع ومستشاروه , ما يشكل أكبر تجمع قانوني في الدولة على المستوى الرسمي خارج الجهاز القضائي
ومع كل تلك الميزات فاننا ننتظر منذ خمسة عشر عاما ولادة قانون أنتخاب ( عصري ) وعدت به كل الحكومات وأخلفت , وتأتينا الاخبار ( بالقطارة ) ( طلع .. نزل .. أنتهت المسودة وسيولد قريبا ) حول قانون الهيئة المستقلة للأنتخابات وقانون المحكمة الدستورية ,
وترتكب أخطاء قانونية فادحة على مستوى الدولة ترقى الى درجة أهمال واجبات الوظيفة , لا أريد أن أتحدث بها لأنها قد ترتب أعباء مالية كبيرة يتصيدها رجال المحاماة .
ألم يكن مناسبا لو أضيف وزير دولة خامس لشؤون المغتربين الذين يرفدون الوطن بمليارات الدولارات سنويا ويحملون عن الحكومة أطعام و ( سترة ) أكثر من ربع مليون أسرة ..
وزيران لأدارة مائتي موظف ودستة مراسلات وأعداد جدول أعمال المجلس ومتابعة تنفيذ القرارات , ولا يوجد وزير يعنى بثلاثمائة الف أردني عامل في الدول المجاورة ( يتمرمطون ) أمام سفاراتنا وسفارات الاخرين كل عام ؟!!
على كل حال لا أريد أن أزيد ولست أنتقص من جهد الرئيس ورفاقه فقط أقول ( خلصونا زهقنا ) .