اخبار البلد -
مع اقتراب انتخابات مجلس البلدية بدأت موجة كبيرة من صور وشعارات للمترشحين تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي و الاعلام وكم من العبارات التي نفهمها و التي لا نفهمها في آن واحد .
و قد لفت انتباهي المشاركة النسوية المتواضعة في الانتخابات حيث ان اغلب المترشحات لم يطرحن اسماءهن لمنصب رئيس وخاصة البلديات .
فقد اثبتت تجارب كثيرة مرت بها البلاد من تولي المرأة للمناصب القيادية قدرتها في تولي زمام الامور و نجاحها مهما كان اختلاف المنصب الذي تشغله و لا سيما في البلديات حيث هناك تجارب نسوية ناجحة في رئاسة البلديات رغم قلتها .
ان مشاركة المرأة في خوض تجارب كهذه لهو بحد ذاته اثبات للمجتمع الاردني كفاءتها وقدرتها على خوض هذه التجربة بنجاح، لكن و بدون اي شك فإن عدم دعم المجتمع لها و تشجيعها لاثبات قدرتها و الدخول في تجارب من هذا النوع سيقلل من حماس الجانب النسوي من التقدم لشغل مواقع صنع القرار ، حيث لابد من العمل على تحسين مشاركة المرأة في الحياة السياسية من اجل بناء مجتمع صحي وديمقراطي ، كما ان ثقة المجتمع بدور المرأة ضرورة و اختيارها حسب الكفاءة ضرورة اخرى .
علينا تغيير الثقافة المجتمعية على الساحة الاردنية بوجود اعضاء نساء في الانخابات ومشاركة فعلية ليست عددية ، حيث يجب تعزيز المرأة في اي عمر و اي مرحلة و اي نشاط و اي دور مع وجود التحديات التي قد تواجهها من ثقافة مجتمع و عادات و تقاليد .
شخصيا لست مع الكوتا بشكل عام مهما كان نوعها او لمن موجهة لأنني أدرك اننا أبناء وطن واحد والجميع له الحق بالترشيح وكذلك اللانتخاب لأننا لا نأمل شيئا سوى خدمة وطن لا اشخاص، ولكن عند مراقبة المشهد الانتخابي وخاصة التمثيل النسائي نجد انه لولا الكوتا لما رأينا المرأة في البرلمان ومجالس المحافظات ، فلا بد من وجود آلية ترفع نسبة مشاركة المرأة في البلديات ومجالس المحافظات .
لا شك لدي بأنه حينما يقدم المجتمع الاردني على خطوة كهذه سيدرك حتما اهمية وجود المرأة في مواطن قيادية وكذلك دورها المميز .
ان المسؤولية مشتركة هنا حيث القوانين التي ستسند وجودها والاعلام ايضا عليه مسؤولية كبيرة في تشيجع المرأة بالترشح و كذلك المجتمع بانتخابها .
و من هنا اتساءل أين مخرجات المؤتمرات والدورات وورش العمل التي تنادي بتأهيل وتمكين المرأة و لما لا نرى انشطة كهذه مع اقتراب المرحلة ؟!
المشاركة الضعيفة والمخيبة للمرأة في الانخابات التي لم تتجاوز ??% استفزتني لكتابة هذا المقال آملة ان يكون هناك من عقول تعي ذلك .