أخبار البلد - خاص
اكد مصدر موثوق، أن اغلاق اقسام في مستشفى خاص "شهير"، جاء بسبب جرثومة قاتلة داخل غرف العناية الحثيثة.
وقال المصدر ذاته لـ"أخبار البلد"، ان الجرثومة تسبب بوفاة 7 اشخاص في اقل من شهر، أغلبهم مصابين بأمراض ليست مزمنة وحالتهم الصحية لم تكن حرجة.
واضاف، ان شكاوى ذوي المتوفين وصلت الى وزير الصحة فراس الهواري بشكل مباشر، مما استدعى تشكيل لجنة لمتابعة القضية، وبالفعل تم مداهمة المشفى من قبل لجنة صحية من وزارة الصحة، وتم أخذ العينات اللازمة من غرف العناية الحثيثة، ليتبين ان الجرثومة ما زالت متواجدة فعلا.
ليقرَّر وزير الصحَّة بالوكالة، وزير الدَّاخليَّة مازن الفرَّاية، إغلاق أقسام الكورونا والعمليَّات والخداج والعناية الحثيثة، في المستشفى المعني.
كما تضمَّن القرار وقف استقبال المرضى في المستشفى، باستثناء الحالات الطارئة، وذلك حفاظاً على الصحَّة العامَّة، ولحين التأكد تماماً من زوال الأسباب.
ويأتي القرار استناداً لأحكام المادَّة رقم (11/د) من قانون الصحَّة العامَّة رقم (47) لسنة 2008م.
بدورها، تواصلت "اخبار البلد"، مع ذوي المتوفين، حيث اكدوا ان المستشفى حاول تضليلهم والتنصل من المسؤولية، من خلال اصدار مسببات الوفاة دون ذكر السبب الرئيسي للوفاة وهو الجرثومة.
وفي التفاصيل، بين ذوي المتوفين انهم تقدموا بشكوى رسمية الى مدعي عام شمال عمان، ليتم توجيه انذار عدلي الى المستشفى، ولم تكترث ادارة المستشفى للأمر، ليتم التواصل بشكل مباشر ما وزير الصحة، "كما اسلفنا سابقا على لسان مصدر"، وتم اعطاء تقرير طبي مفصل يكشف ان الجرثومة هي السبب الرئيسي للوفاة.
وأضافوا، ان المستشفى كان على علم بوجود الجرثومة قبل إدخال ذويهم الى قسم العناية الحثيثة، لوجود اصابات بالجرثومة قبل ذلك، ولم تكترث المستشفى وادارتها للامر، مشددين على ان ذويهم تماثلوا للشفاء التام من المرض الرئيسي الذي تم ادخالهم للمشفى بسببه، حيث تم اعطاء نتيجة فحص سلبية لمصابة كورونا، وابقيت في العناية الحثيثة لعشرة ايام اضافية بعد الشفاء من كورونا، بسبب اصابتها بالجرثومة.
مما تسبب بفشل كُلي للكلى والكبد، وخلل في وظائف القلب، وبعض المراكز المناعية في الجسم، لتؤدي الى وفاتها، وحالة اخرى، تم ادخالها بسبب "حصوة في المرارة"، وأصيبت بالجرثومة وأدت الى الاعراض المرضية التي ذكرنها بالسابق مما ادى الى وفاتها.
مشددين على انهم لن يسقطوا حقوقهم وحقوق ذويهم بسبب استهتار المستشفى، مؤكدين انهم على ثقة تامة بنزاهة القضاء الأردني.
كما اكدوا على انهم ملتزمين بانتظار القرار القطعي للمدعي العام، والذي على اساسه سيتم محاسبة المشفى، ان تم اثبات علمها بوجود الجرثومة، فهي تنطوي تحت بند القتل العمد.
بدوره، قال نجل متوفية بالجرثومة، انه تلقى تهديدا هاتفيا، من قبل شخص ادعى انه يتواصل معه من اجل ايجاد حل منطقي، ويقصد من خلال اجراء صلح "بتبويس اللحى والعباءات"، وقوبل بالرفض، مؤكدا انه لن يقبل الا بقرار القضاء.
وتتحفظ "أخبار البلد"، على نشر جميع الوثائق التي حصلت عليها، والتي تثبت صحة ما ورد سابقا.
ويعرف الطب حالة عدوى الميكروبات المكتسبة في المستشفى بأنها حالة المرض الإضافي التي يسببها أحد الميكروبات المعدية للمريض، مباشرة بعد إقامته أكثر من 3 أيام في المستشفى أو بعد تلقي العلاج الطبي أو إجراء أي تدخلات جراحية.
وتعتبر بيئة المستشفى المكان الملائم الذي يساعد على تكاثر أنواع وسلالات من الميكروبات المعدية التي تؤدي عادة الى إحداث العدوى والالتهابات ومضاعفات مرضية مزعجة وخطرة على حياة المريض، وخصوصا عن طريق الجراحة أو أثناء استعمال وسائل القسطرة والأجهزة المساعدة على التنفس في وحدات العناية المركزة ICU والأيدي الملوثة.
وعموما يمكن اعتبار المرضى وكافة العاملين في المستشفى، بالإضافة الى الأثاث والأدوات والأجهزة الطبية المستعملة في العلاج والتمريض، مصدرا محتملا لنقل أنواع الميكروبات، وعاملاً مساعداً على سرعة انتقالها بين المرضى والعاملين في المستشفى إذا لم تتم المحافظة على أعلى شروط النظافة والتطهير والتعيقم داخل المستشفى.
وتساهم أيضا كثرة استعمالات المضادات الميكروبية والسوائل المطهرة بشكل غير علمي ومدروس بدقة، على انتقاء وظهور سلالات البكتيريا والفطريات المقاومة لتأثير عدد كبير من هذه الأدوية الكيميائية. فقد بينت الأبحاث أن هناك عدة أنواع وسلالات من البكتيريا تقوم بالدفاع عن نفسها عن طريق تطوير آليات مقاومة متطورة وسريعة ضد المضادات الحيوية والمطهرات المستعملة بكثرة في المستشفيات، فتصبح مقاومة لعدد أو لجميع المضادات الحيوية المستعملة.
وكانت قد اصدرت وزارة الصحة تعميم عاجل وفوري بضرورة الالتزام التام باجراءات الوقاية من عدوى الامراض في المستشفيات، كما اصدرت جمعية المستشفيات الخاصة بيانا يطالب المستشفيات الخاصة بالالتزام بذات الامر.