أخبار البلد - اعادنا كتاب « حديث المبادرة» لمحمد حسنين هيكل،الى التذكير بموقف العدو الصهيوني من حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي ، والذي لم يتغير منذ بدء ما يسمى بالمفاوضات بين مصر و اسرائيل ، والذي انتهت بمعاهدة كامب ديفيد .
هذا الموقف كان قد عبر عنه مؤسس الكيان الصهيوني ابن غوريون ( ليس هناك حل ... الارض واحدة .. وطالب الارض اثنان).
وكان الارهابي مناحيم بيغن اكثر وضوحا عندما قال : (اسرائيل وارض اسرائيل شيئ واحد ) .
هذا الموقف يتفق عليه كافة الوان الطيف السياسي الاسرائيلي ما عدا الحزب الشيوعي ، ويؤكد على قضيتين اساسيتين :
لا عودة لحدود 5 حزيران 67 .
ولا لاقامة دولة فلسطينية .
هذا وقد عاد وأكد عليه الارهابي « بيغن « خلال مفاوضاته مع السادات .. كم أكد عليه رابين وبيرس والمرت وأخيرا نتنياهو .. وها هو بينيت زعيم اليمين االمتطرف يؤكد للقيادة الفلسطينية بان لا للدولة الفلسطينية ، وان لا مفاضات مع هذه القيادة الفلسطينية او من يمثلها .
ومن هنا يبرز السؤال الاهم ، اذا كانت القيادات الاسرائيلية تصر على هذه الثوابت .. ولا خروج عنها فعلى اي شيء فاوضت القيادة الفلسطينية .. وماذا جنت طيلة 27 عاما ؟ ! .
هذا التساؤل يحيلنا الى « اوسلو « ويجيب على السؤال المركزي لماذا فشلت المفاوضات ؟ .
من المعلوم ان العدو الصهيويني ،اجل البحث في القضايا الرئيسية: ( الاستيطان ، القدس ، اللجئين ، والمياه ، والحدود ) لفرض الامر الواقع ، من خلال الاستيلاء على الارض وتهويد القدس ، وهكذا قام العدو برفع وتيرة الاستيطان ، واصبح عدد المستعمرات 199 مستعمرة ،و221 بؤرة استعمارية ، وعدد المستعمرين المستوطنين مليون ، بعدما كان 400 الف مستعمر عام 1993 .
وعندما سئل رابين عن عدم التزام « اسرائيل « باقامة الدولة الفلسطينية بعد خمس سنوات ، كما نصت « اوسلو « قال عبارته المشهوره ( لا قداسة لتورايخ ومواعيد عند اسرائيل ) ، وهكذا كان ، أغتيل رابين ، ودارت عملية المفاوضات العبثية 27 عاما ، ولم تحقق شيئا ، سوى أن العدو أصر على التمسك بثوابته،فيما السلطة الفلسطينية أصرت على التمسك بنهجها التنازلي .. فتنازلت عن 78 من ارض فلسطين التاريخيةواوقفت المقاومة ، وأختارت ان تبقى رهينة للمفاوضات ( لا بديل عن المفاوضات الا المفاوضات ) كما قال صائب عريقات .
وسط هذا العجز الفلسطيني ، والصمت العربي ، والتواطؤ الدولي ، جاءت « صفقة القرن « والتي تشكل عدوانا خطيرا على القضية الفلسطينية ،فهي تقوم اساسا على تصفيتها ،وضم الضفة الغربية الى كيان العدو ، واعتبار القدس الموحدة عاصمة لهذا الكيان الغاصب ، وشطب قضية اللاجئين ، وحق العودة .
ادارة بايدن ، لم تقم بالغاء صفقة القرن ، بل استمرت بدعم العدو بخبث ، ودهاء ، من خلال تشجيعه ، على فرض الامر الواقع .. وضم الضفة تدريجيا دون اعلان ، حتى لا يثير اعتراض الاخرين.
ونعود لنسأل ، اذا كان الثابت الاسرائيلي هو عدم العودة الى حدود 5 حزيرا 67 ، ورفض اقامة دولة فلسطنيية ، فماذا تنتظر القيادة الفلسطينية ، ولماذا وافقت على وقف المقاومة ، واصرت ان تحرث في البحر ، وهي تعلم ، ان العدو لن يعطيها شبرا واحدا ، وقد تحول الاحتلال بفعل سياستها الغير رشيدة ، وبعد وقف المقاومة الى « احتلال ديلوكس
باختصار .. العدو متمسك بثوابته .. مدعيا ان فلسطين كل فلسطين ..هي ارض « اسرائيلية « .. والقيادة الفلسطينية تنازلت عن 78 % من هذا الارض ، في حين ان الشعب الفلسطيني ، لم يفوضها ، ولم يفوض أحدا للتنازل عن ذرة تراب من ارضه المباركة .. ففلسطين عند شعب الجبارين ، هي ارض عربية محتلة ، و وطنه الاصلي ، ولا بديل عنها ، ولا مساومة عليها .واستمرار المقاومة هي التاكيد الوحيد على رفض الاحتلال .