أخبار البلد ــ نشرت ما تسمى "وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية"، والوكالة اليهودية، ومنظمة Nefesh B'Nefesh، الثلاثاء، ملخصًا لبيانات هجرة اليهود حول العالم إلى "إسرائيل" عام 2021.
وأشار الملخص إلى أن نحو 27 ألفاً و50 يهودياً، هاجروا إلى "إسرائيل" من مختلف دول العالم خلال العام 2021، متوقعاً استمرار الاتجاه المتزايد للهجرة خلال العام 2022. وكان لافتاً في الملخص الأعداد المتزايدة من المهاجرين اليهود في أمريكا اللاتينية.
وبيّن الملخص أن 550 شخصاً هاجرواً من البرازيل إلى "إسرائيل" عام 2021، بزيادة بلغت 72 في المئة مقارنة بالعام 2020. ومن المكسيك وصل 290 مهاجراً بزيادة 55 في المئة، ونحو 900 مهاجر من الأرجنتين بنسبة قدرها 55 في المئة عن 2020، وهو أكبر عدد من المهاجرين من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية منذ العام 2003.
وأوضح الكاتب والمختص في الشأن اللاتيني، علي فرحات، أن "هذا التقرير يلفت إلى ما يسمى الإنجاز الإسرائيلي في استقطاب اليهود، بينما هو بالأساس عملية استغلال واضح للوضع المتردي في الأرجنتين، وتراجع الأحزاب اليمينة الموالية للاحتلال الإسرائيلي، والتي تجعل يهود الأرجنتين يداً نافذة لهم في الأرجنتين".
وقال فرحات لـ"قدس برس" إن الاحتلال الإسرائيلي منذ نشأته، يحاول استقطاب يهود أمريكا اللاتينية، وبالتحديد يهود الأرجنتين، لذلك أسس العديد من المؤسسات اليهودية لتشجيع هجرة اليهود من الأرجنتين إلى فلسطين المحتلة، وبذلك ينتظر أي فرصة سانحة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الجالية اليهودية".
وأكد أن "الأوضاع الاقتصادية المتردية في الأرجنتين، وتفشي فايروس كورونا، والإغلاق الذي استمر أكثر من عام، شجع اليهود على الهجرة، تحت مغريات كبيرة، توزعها المؤسسات المؤيدة للهجرة، كفتح فرص عمل وتوفير سكن وراتب لهم".
وأضاف فرحات أن "ثمة مقربين من الأحزاب اليسارية، تنشط بعملها الإعلامي الحثيث لدفع سكان اليهود، وتسهيل هجرتهم نحو إسرائيل، من خلال تخويفهم بأن هناك متطرفين موجودين في المثلث الحدودي ما بين البرازيل والبرغاواي والأرجنتين، واستغلال الانفجار الذي حصل عام 1992 ضد المقر اليهودي، وزعم أن وجودهم في أمريكا اللاتينية غير آمن، وأن هجرتهم لإسرائيل أكثر أمناً".
وبيّن فرحات أن "كل الأطراف السياسية تسعى للحوار مع الاحتلال الإسرائيلي، منهم الرئيس الأرجنتيني الحالي، ألبرتو فرنانديز، الذي يمثل اليسار المعتدل في الأرجنتين، فهو يحاول أن يعطي بعلاقاته مع إسرائيل صبغة بأنه لا يتوجه عقائدياً بسياسته الخارجية، ولا يتبع الأيدولوجية اليسارية في هذا الأمر، بل أنه يسعى إلى علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي لوجود جالية يهودية كبرى في الأرجنتين".
ورأى أن "العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل، لا يمكن أن تخدم مصالح الأرجنتين، لكن تبقى مسألة احترام رمزية الوجود اليهودي في الأرجنتين. وأن المشروع الأرجنتيني الأساسي، لا يلتقي تماماً مع المشروع الإسرائيلي".
وتابع فرحات: "إلا أن الرئيس الأرجنتيني لا يريد إيجاد أي صراعات مع أمريكا وإسرائيل، لأنه يسعى إلى الاستقرار الداخلي، وعدم فتح أي مواقف لاستغلال الإعلام الذي تسيطر عليه المؤسسات اليهودية في الأرجنتين".
يذكر أن الأرجنتين تضم واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في العالم، والأكبر في أمريكا اللاتينية، بأعداد قدرت بـ200 ألف يهودي.