اخبار البلد -
ما ان يتخذ قرار ، اوتعزم النية حول قضية معينة او موضوع ، سرعان ما تثار الضجة حوله ويتعرض الى وابل من الاتهامات والشكوك والتساؤلات ، حتى اصبح كل امر لدينا معرض للقصف وداخل سوق الرفض والتشكيك .
لنساءل انفسنا لماذا وصلنا الى هذه الحالة التشكيكية التي تخضع لكل شيء غير المنطق ، وتقبل اي شيء الا الثقة وحسن النية والتعامل معها بحسن نية ، ترفض الحياد او الانتظار .
لا اعتقد ان هذه الأجواء ولدت من فراغ ، او جاءت بالصدفة، او أسقطت علينا من الفضاء ، وانما فرضتها المعطيات ومجريات الامور لدينا التي يفتقد معظمها الى الصراحة والمكاشفة والوضوح، فبتنا نسمع عن قضايانا من إلاعلام الخارجي ووسائل التواصل الاجتماعي الامر الذي عزز وفاقم حالة انعدام الثقة المفقودة اصلا .
وبعد ان يقع الفأس بالرأس ويقول المجتمع كلمته ، ويتخذ الشارع موقفا ويتمسك به ، ويستميت بالدفاع عنه يخرج بعض المسؤولين للدفاع بعد حالة من النكران والمراوغة ، طبعا يتم هذا كله في وقت متأخر ، بعد ان يلتف الشارع والناس حول فكرة الرفض والتشكيك واللحاق خلف الرافضين او اصحاب الاصوات العالية التي تتربع في مركز الهجوم دائما ولديها قدرة على طرح افكارها ومواقفها بقوة لانها لا تخشى شيئا في النهاية .
كما ان حالة الاختباء وضعف تسويق الافكار وشرح الاهداف والغايات وعدم القدرة على توضيح المعاني من الافكار أدى إلى حالة التشكيك والأنقسام المجتمعي ورفض اي فكرة مهما كانت بنفس الوقت قبول اي امر تشكيكي مهما كان مصدره .
فما زال البعض يستخدم نفس الالية والاسلوب وهي التبرير او الدفاع عن نفسه لا عن الفكرة اوالهدف ، وكأن القضية المعنية جريمة او سبة في تاريخه ، لذا فما زال يرفض تحمل المسؤولية ويمسك العصا من المنتصف بوضعية مرتجفة غير واثقة .
ولا ننسى ايضا تصارع القوى واصحاب المصالح المستفيدين من الاوضاع الحالية الرافضين لاي تغيير خوفا على مكاسبهم ونفوذهم ، وما يبثونه من اشاعات او تمرير وتسريب معلومات ضد اي قضية مستغلين مواقعهم ونفوذهم بهدف أجاد حالة من الفوضى والرفض بين أبناء المجتمع.
اما الامر الاخر الذي لا يقل اهمية عن سابقيه وهو الاعتماد على نفس الوجوه والأشخاص في الدفاع او التبرير عن اي قضية او منعطف ، بعد ان تم حرق اوراقهم واصبح بعضهم مرفوض من المجتمع لاسباب عديدة اما لتاريخه وسجله الوظيفي حيث يحمله الناس جزءا من المسؤولية عن الاوضاع التي وصلنا اليه ، فتبقى حجته ضعيفه ، هذا اذا كان لديه حجة او ما يقوله للناس ، ناهيك عن حالة الضعف والعقم عند البعض في حين ان عين البعض تنظر إلى مصالحها فقط .
هذا هو وضعنا وحالنا ندور حول انفسنا ولا نخرج من الدائرة.