الاعلان هو أحد الأنشطة الاعلامية التي لا غنى عنها بالنسبة للأنشطة الاقتصادية وبالنسبة للمؤسسات والمنظمات الخيرية وغير الربحية والتي بدون الاعلان عن مجهوداتها لن تحصل على الدعم المجتمعي والتمويل اللازم لاستمرارها في عملها وأداء رسالتها.
إذن الاعلان هو أحد الأنماط التواصلية الأساسية لترويج البضائع والسلع والخدمات عبر الوسائط الإعلانية المختلفة ,هي عملية اتصال اقناعي بهدف التأثير عبر رسالة من معلِن إلى مستهلك.
فالاعلان يعد ذو أثر بالغ في الحياة اليومية قد يعدّل سلوكاً ويغيّر تفضيلات شخصية لدى الكثيرين لذلك حتى يصل الإعلان ويقنع ويؤثر في الناس لا بد من أن يزوّد المستهلك بالمعلومات المهمة ويوضّح المميزات والفوائد ,وحتى ينجح الاعلان يتم دراسة سلوك البشر ,والالمام التام بالعوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على الشخص عند شروعه في اتخاذ القرار بالشراء أو الإقبال على الخدمة أو تغيير السلوك ,حيث تؤثر العوامل الاجتماعية بالتأكيد على مدى رغبة البشر وتقبلهم .
الأمر الذي استفزني هما اعلانان سأتحدث عن أحدهما والآخر في المقال القادم ان شاء الله ,الإعلان الاول لبنك معروف له تاريخ عريق يروج فيه للقرض الشخصي ,عبر فكرة واسلوب وشخصيات وتمثيل مستفز جداً ,حيث تظهر الشخصيات في غرفة الاستقبال في بيت أهل العروس ,والحديث عن المهر وطلبات العروس وأهلها ,وصالة العرس وفخامتها حتى لا تكون العروس أقل من بنت عمها أو قريباتها ,وحسب أم العروس فالعروس ست بيت ,والقلاية من تحت يديها خرافية (مين بشهد للعروس,أمها وخالتها وعشرة من حارتها) ,ليعترض أهل العريس على الطلبات المبالغ فيها والعريس صامت حيث تعمد مخرج الإعلان أن يبدو كالأبله ,ثم نصل إلى الحبكة الرهيبة بعرض هذا البنك عن القرض الشخصي وسهولة الحصول عليه – وكان الأولى أن يضيف الإعلان كيفية سداده - فيوافق أهل العريس والعريس المبتسم بغباء ويفرح الجميع ويتم الاتفاق, والحياة وردية دون تعقيدات ,صدقاً لو كنت مكان الفضائية الأردنية وأملك القرار لمنعت هذا الاعلان ,البنك والمؤسسة والشركة التي لا تعي المشاكل والاوضاع الأقتصادية التي يمر بها الوطن ولا تساهم بالتخفيف أو بالحلول لا تستحق التعامل معها , لعل القائمين على هذا البنك بعيدون كل البعد عن أرقام بطالة الشباب والتي تجاوزت ال 50% ,وعن معدل الرواتب وكيف ساهمت كورونا بانكماشها ,واستغلال كثير من أصحاب العمل كورونا لتقليص الرواتب ,الم يسمع هذا البنك عن أعداد حالات الطلاق المرتفعة جداً وخاصة بين الذين لم يكملوا العام الاول من الزواج,والسبب الأكبر الوضع الاقتصادي! فيتجاهل الاعلان بسخافة واسفاف وعدم إحساس بالمسؤولية ظروفاً صعبة يمر بها الوطن في محاولة لاستقطاب الشباب لقروض في الأغلب لن يستطيعوا سدادها ,كان الاولى أن تكون الفكرة نفسها مع أهل عروس وعريس يناقشون بطريقة عقلانية كيف يمكن قدر الإمكان تقليل المصاريف والتخفيف عن الشباب خاصة إذا كان الشاب محترماً ( وكما يقول المثل :احنا بنشتري زلام ) وكما يوصي رسولنا الكريم ((أقلهن مهراً أكثرهن بركة )) حتى لا تتراكم الديون على هؤلاء الشباب المقبلين على الزواج وحتى يتمكنوا من تسديد القروض المعقولة دون مشاكل وضغوطات ودون الوصول إلى النتيجة المؤلمة التي نراها كل يوم .
كلنا شركاء في هذا الوطن والأوضاع صعبة فلتتحمل كل جهة مسؤوليتها ,حمى الله الوطن ,وكل عام وانتم بخير ولعل القادم أفضل.
قمر النابلسي