بريطانيا أول البلدان الاستعمارية، التي تبنت الصهيونية فكراً وممارسة، وعملت على تنفيذ برنامجها، لجعل فلسطين وطناً للمستعمرة: بدءاً من وعد بلفور، مروراً بفرض كل الإجراءات والتسهيلات لتوطين الأجانب اليهود، وتمزيق المجتمع العربي الفلسطيني، وقمعه، وتدمير مؤسساته وإضعافها، لحساب مؤسسات أجنبية صهيونية يهودية وتوطينها، وتسليم فلسطين للمشروع الاستعماري التوسعي الصهيوني، اليهودي، الإسرائيلي.
بريطانيا، إلى جانب فرنسا، مع ألمانيا، صنعوا المستعمرة الإسرائيلية، قبل أن تتبناها الولايات المتحدة مالياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً ودبلوماسياً، وتقدم لها الحماية الكاملة للثبات والصمود والتطور والتفوق.
دور بريطانيا كان الأول، في ارتكاب جريمة بحق الشعب العربي الفلسطيني، ومن هنا قيمة وأهمية ما فعلوه طلبة كلية لندن للاقتصاد، فالمستعمرة على أرض فلسطين قامت بفعل مبادرة الصهيونية، وبفعل دعم بريطانيا وتبنيها لمشروع المستعمرة، ولذلك أن يبادر الطلبة البريطانيون، في طرد ممثل المستعمرة وسفيرتها، فهو فعل سياسي يؤكد حجم التفهم الأولي المتراكم من قبل البريطانيين باتجاهين:
أولاً تضامناً وتفاعلاً ودعماً للشعب الفلسطيني، وإدراكاً لحجم الجريمة التي قارفتها بريطانيا بحق الفلسطينيين، على طريق إقرار بريطانيا بجريمتها وتقديم الاعتذار والتعويض للذين تضرروا من أفعالها المشينة.
ثانياً رفضاً لسلوك المستعمرة الاحتلالي الإحلالي للمستوطنين على أرض الفلسطينيين، وعلى حساب وطنهم وحياتهم وكرامتهم.
تتسع تدريجياً مظاهر التأييد والتضامن الأوروبي، من قبل الشرائح التقدمية الديمقراطية لصالح الشعب الفلسطيني، وتتراجع تدريجياً مظاهر التأييد للمستعمرة.