في المقابل يُستقبل قادة الكيان الاسرائيلي في البلدان العربية بحفاوة، وتلتقط معهم الصور! بل تبالغ بعض العواصم العربية في الاحتفاء بهم إلى درجة ان بعضها تحول لمنصات يخاطب من خلالها قادة الكيان العالم لتبرير جرائمهم في فلسطين والإقليم بأكمله.
عواصم عربية ومعارض تحولت لساحات لمخاطبة الشعوب العربية، واختراق بلدانهم ثقافيا و سياسيا وعسكريا، وعواصم اوروبية وجامعات تحولت لساحات لمواجهة الاحتلال وفضح ممارساته.
كيف تحولت لندن ونيويورك وجامعاتها لساحات لمناهضة التطبيع، وعرض الرواية الفلسطينية رغم الحضور القوي للكيان الاسرائيلي ولوبياته، في حين تحولت العواصم العربية الى منصات وساحات للنشاط الصهيوني؟!
إنها اسئلة مهمة تعبر عن حالة السيولة الكبيرة في المشهد الاقليمي والدولي. سيولةٌ ناجمة عن قناعة الشعوب الحرة بأن قضية فلسطين قضية شعب محتل واستعمار عنصري إقصائي يعتاش على الازمات والاستبداد والحروب؛ فالمرجعيات المناهضة للاحتلال في الجامعات في صفوف الشباب والمثقفين حيث يتشكل المستقبل.
في حين ان المرجعيات الداعمة والمروجة للاحتلال له باتت في المعارض العسكرية وأسواق الاسلحة والدمار والتجسس ودوائر الاستبداد؛ استثمار في ماضٍّ لا مستقبل له! ولا شباب فيه!
ختامًا..
ما حدث في لندن وجامعاتها -ومن قبله في نيويورك- مؤشرات ايجابية؛ فرغم الانتكاسة الكبرى في العواصم العربية فإن المستقبل للاجيال المقبلة لا لأجيال بائدة باتت سببًا في الخراب والدمار في العالم، وما حدث في لندن يذكرنا ان ذلك "الكيان" لا مستقبل له برغم التطبيع والمطبعين في العالم العربي.