تبادل المواقع / محمد بدر
سبحان مغيّر الأحوال ، هذا أوّل ما تبادر إلى ذهني وأنا أتابع جلسة المجلس الوطني التّأسيسي التّونسي والّتي تمّ فيها التّصويت لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة الـتّونسيّة الثّالثة ( بو رقيبة ـــ بن علي ــــ المنصف المرزوقي ) ، حيث انتُخب المنصف المرزوقي ، المعارض السّابق الذّي كان ممنوعا من دخول البلاد ومنفيّا في فرنسا رئيسا ، هذا المواطن الطّريد الشّريد الملاحق والّذي كان يدعو لثورة سلميّة للإطاحة بالنّظام السّابق ، يخاطب الشّعب التّونسي بكلّ حبّ ويطلب معاونته ومعلنا أنّه سيستقيل إذا لم يستطع تحقيق الرّخاء ، ويبكي حزنا على شهداء الثّورات العربيّة .
كذلك الحال بالنّسبة لراشد الغنّوشي الّذي كان محكوما غيابيّا و ممنوعا من دخول تونس إلاّ إلى السّجن ورفاقه في حركة النّهضة هم الآن من يشكّلون الحكومة وأصحاب أكبر كتلة برلمانيّة ، يزور الغنّوشي الدّول فيستقبله كبار المسئولين وعندما يدلي بحديث صحافي تتناقله مختلف وسائل الأعلام ، ويَجهد المحلّلون في تفسير وتحليل تصريحاته . واكتشفوا أنّه إسلاميّ معتدل ويحمل فكرا وسطيّا بعد أن كانوا يصفونه بالإرهاب والفكر المتعصّب !!
بينما الرئيس السّابق الهارب اختفت عنه الأضواء وانقطعت أخباره بعد أن كانت صوره لا تفارق شاشات القنوات التّونسيّة ، وأخباره وعائلته على الصّفحة الأولى لصحفها والصّحافيّ المحظوظ الّذي يتكرّم عليه بلقاء أو تصريح . يعيش وحيدا بعد أن تخلّى عنه أقرب النّاس وقفزوا من سفينته خشية الغرق معه ولولا المملكة العربيّة السّعوديّة بسماحتها آوته ووفّرت له مكانا آمنا لما وجد من يستقبله أو يتعاطف معه ولما وجد مكانا يقضي فيه ما تبقّى من عمره ، حتّى فرنسا الّتي ارتبط بها بعلاقة مميّزة أو الولايات المتّحدة وباقي الدّول الغربيّة رفضت استقباله كعادتها في التّخلّي عن حلفاءها بل عن عملاءها وعبيدها .
وهذا ما حدث في مصر أيضا ، فالجماعة الّتي كانت محظورة أصبحت محظوظة ، وهاهي تتقدّم ويحصل مرشّحوها على أعلى الأصوات بينما كان نصيبها في آخر انتخاباتٍ أجراها النّظام السّابق ( صفر كبير ) ولم تتمكّن من إيصال أيّ مرّشح في ( أنظف ) انتخابات في عهد حكومة ( النّظيف جداً ... نظيف ) آخر رئيس وزراء في العهد البائد . و أصبحت تتسابق وسائل الأعلام ومقدّمي البرامج الإخبارية والحواريّة لاستضافة قيادات كانوا يصفونهم بأقذع الأوصاف ويتحرّجون عن مجرّد ذكر أسماءهم .
أمّا رئيس النّظام المخلوع فيعيش في محبسه في انتظار المحاكمة مع رموز نظامه . سبحان الله !! فالأيّام دُوَل فمن سرّه زمن ٌساءته أزمان ، فمن كان في الحكم تحيط به حاشيته وتحفّه الأضواء يقبع الآن في الوحدة والنّسيان ، والّذي كان مطاردا محروما من حقوقه الطّبيعيّة أصبح في الحكم . وصدق الله العظيم ( وتلك الأيّام نداولها بين النّاس ).
حكمة قديمة تردّدها الألسن ، ويضعها معظم المسئولين فوق مكاتبهم أو خلف رؤوسهم دون أن يعيروها أدنى اهتمام وكأنّهم لا يصدّقونها ( لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ) فهل نعتبر ونتّعظ وهذا النّداء العلويّ الجليل يقرع أسماعنا ( قل الّلهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير انّك على كلّ شيء قدير )
إنّها سنّة الحياة في تبادل المواقع والأدوار والعاقل من وطّن نفسه على ذلك ، فالحياة فقر وغنى ، صحّة ومرض ، سائل ومسئول قوّة وضعف .... والسّعيد من وُعظ بغيره .
سبحان مغيّر الأحوال ، هذا أوّل ما تبادر إلى ذهني وأنا أتابع جلسة المجلس الوطني التّأسيسي التّونسي والّتي تمّ فيها التّصويت لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة الـتّونسيّة الثّالثة ( بو رقيبة ـــ بن علي ــــ المنصف المرزوقي ) ، حيث انتُخب المنصف المرزوقي ، المعارض السّابق الذّي كان ممنوعا من دخول البلاد ومنفيّا في فرنسا رئيسا ، هذا المواطن الطّريد الشّريد الملاحق والّذي كان يدعو لثورة سلميّة للإطاحة بالنّظام السّابق ، يخاطب الشّعب التّونسي بكلّ حبّ ويطلب معاونته ومعلنا أنّه سيستقيل إذا لم يستطع تحقيق الرّخاء ، ويبكي حزنا على شهداء الثّورات العربيّة .
كذلك الحال بالنّسبة لراشد الغنّوشي الّذي كان محكوما غيابيّا و ممنوعا من دخول تونس إلاّ إلى السّجن ورفاقه في حركة النّهضة هم الآن من يشكّلون الحكومة وأصحاب أكبر كتلة برلمانيّة ، يزور الغنّوشي الدّول فيستقبله كبار المسئولين وعندما يدلي بحديث صحافي تتناقله مختلف وسائل الأعلام ، ويَجهد المحلّلون في تفسير وتحليل تصريحاته . واكتشفوا أنّه إسلاميّ معتدل ويحمل فكرا وسطيّا بعد أن كانوا يصفونه بالإرهاب والفكر المتعصّب !!
بينما الرئيس السّابق الهارب اختفت عنه الأضواء وانقطعت أخباره بعد أن كانت صوره لا تفارق شاشات القنوات التّونسيّة ، وأخباره وعائلته على الصّفحة الأولى لصحفها والصّحافيّ المحظوظ الّذي يتكرّم عليه بلقاء أو تصريح . يعيش وحيدا بعد أن تخلّى عنه أقرب النّاس وقفزوا من سفينته خشية الغرق معه ولولا المملكة العربيّة السّعوديّة بسماحتها آوته ووفّرت له مكانا آمنا لما وجد من يستقبله أو يتعاطف معه ولما وجد مكانا يقضي فيه ما تبقّى من عمره ، حتّى فرنسا الّتي ارتبط بها بعلاقة مميّزة أو الولايات المتّحدة وباقي الدّول الغربيّة رفضت استقباله كعادتها في التّخلّي عن حلفاءها بل عن عملاءها وعبيدها .
وهذا ما حدث في مصر أيضا ، فالجماعة الّتي كانت محظورة أصبحت محظوظة ، وهاهي تتقدّم ويحصل مرشّحوها على أعلى الأصوات بينما كان نصيبها في آخر انتخاباتٍ أجراها النّظام السّابق ( صفر كبير ) ولم تتمكّن من إيصال أيّ مرّشح في ( أنظف ) انتخابات في عهد حكومة ( النّظيف جداً ... نظيف ) آخر رئيس وزراء في العهد البائد . و أصبحت تتسابق وسائل الأعلام ومقدّمي البرامج الإخبارية والحواريّة لاستضافة قيادات كانوا يصفونهم بأقذع الأوصاف ويتحرّجون عن مجرّد ذكر أسماءهم .
أمّا رئيس النّظام المخلوع فيعيش في محبسه في انتظار المحاكمة مع رموز نظامه . سبحان الله !! فالأيّام دُوَل فمن سرّه زمن ٌساءته أزمان ، فمن كان في الحكم تحيط به حاشيته وتحفّه الأضواء يقبع الآن في الوحدة والنّسيان ، والّذي كان مطاردا محروما من حقوقه الطّبيعيّة أصبح في الحكم . وصدق الله العظيم ( وتلك الأيّام نداولها بين النّاس ).
حكمة قديمة تردّدها الألسن ، ويضعها معظم المسئولين فوق مكاتبهم أو خلف رؤوسهم دون أن يعيروها أدنى اهتمام وكأنّهم لا يصدّقونها ( لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ) فهل نعتبر ونتّعظ وهذا النّداء العلويّ الجليل يقرع أسماعنا ( قل الّلهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير انّك على كلّ شيء قدير )
إنّها سنّة الحياة في تبادل المواقع والأدوار والعاقل من وطّن نفسه على ذلك ، فالحياة فقر وغنى ، صحّة ومرض ، سائل ومسئول قوّة وضعف .... والسّعيد من وُعظ بغيره .