يعاني قطاع غزة من أمرين مهمين الأول هو الكثافة السكانية التي تشكل واحدة من أعلى النسب العالمية، والأمر الثاني هو هذا الحصار الذي يخنق القطاع ويزيد «الطين بلة».
لقد ذكرت مصادر مختلفة ان حالة التوتر بدأت تخف تدريجيا نتيجة عوامل مؤثرة ولأسباب متعددة، ان مصر تقوم بدور مؤثر في ما يجري بالقطاع عن طريق الحدود التي تربطها بغزة اولا، والتعامل بذكاء وموضوعية مع الملفات الحساسة، كما ان اسرائيل التي تخشى التصعيد وتعمل على تجنبه، مستعدة هي الاخرى لتخفيف الحصار والاجراءات التي تتخذها ضد القطاع عموما.
إن الواقع المأساوي في غزة، يتطلب العمل بكل جدية ومن كل الاطراف، على تخفيفه ومنح الفرصة لأهلنا وابناء وطننا لكي يتنفسوا ويعيشوا حياة شبه عادية ولا نقول عادية، لأن الأمور أكثر تعقيدا.
وعلى القيادات في القطاع ان تقوم هي الاخرى بالدور المطلوب منها والمساعدة على تخفيف حدة التوتر الذي لم يعد احد يستفيد منه ويشكل سيفا على رقبة المواطنين عموما.
إن الاخبار تشير الى حالة ايجابية قادمة وعلى الجميع العمل لتحقيق هذه الامنية، وغني عن القول الحديث المكرر عن اهمية استعادة الوحدة الفلسطينية وقيام السلطة الوطنية بالدور التطويري المطلوب في غزة، فهل هناك من يستمع أم ان هذا كلام عند اطرش؟
إسرائيل وأفريقيا..
والتخاذل العربي!!
تحاول إسرائيل عن طريق بعض الدول، اقتحام الاتحاد الافريقي والدخول بصفة مراقب، مع انها ابعد ما يكون عن افريقيا ولا علاقة جغرافية لها بهذه القارة التي يشكل العرب والمسلمون الغالبية الكبيرة فيها.
وكان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي قد وافق على استلام اوراق اعتماد سفير اسرائيل لدى اثيوبيا وهو الامر الذي يتعارض مع مبادئ وقيم الاتحاد الذي أيد في أكثر من قرار واكثر من اجتماع، الحقوق الوطنية الفلسطينية والرفض المطلق للاحتلال بكل ممارساته التوسعية والعنصرية.
لقد اعترضت عدة دول عربية على هذه الخطوة ولكن الاعتراض اللفظي غير كاف، ولا بد من اتخاذ خطوات عملية وفعالة لمنع اسرائيل من هذه الصفة التي تحاول الحصول عليها، وتكاد تكون وقد تحققت بسبب بعض المواقف المتخاذلة.
إن اسرائيل التي تحتل الارض الفلسطينية وبالمقدمة مدينة القدس التي لها مكانة دينية لا مثيل لها عربيا واسلاميا، لا تستحق هذه العضوية في الاتحاد الافريقي الا بوجود تخاذل لا يقف سدا ولا مانعا امام هذه الدولة.
وللأسف فان اسرائيل قد تمكنت من الاقتحام السياسي لعدد من الدول العربية واقامت علاقات سياسية واقتصادية مع هذه الدول بينما تقف جامعة الدول العربية وكل القوى المؤيدة لنا موقف المتفرج الذي يكتفي بالادانة والتصريحات المكررة والتي لم يعد احد يستمع اليها او يعيرها أي اهتمام.