الاشار
عندما كنت في الثانوية كانت "صفاء" في الصف العاشر ، وكنا نلتقي بعد الدوام خلف أسوار المدرسة ، وأذكر اني رسمت على السور قلب حب يخترقه سهم في طرفه الأول حرف اسمي ، وفي طرفه الثاني حرف اسمها .
صفاء أنذاك كانت تلبس " الأشار " بانتظام والتزام ، وقد كنت دوما اتحايل عليها وأطلب منها ان تسمح لي برؤية شعرها ، لكنها كانت دائما تمانع وتعارض ، وترفض بحجة العيب .
ذات مرة ، وربما لكثرة الحاحي وتكرار الطلب ، حنت علي خصلة من شعرها وتمردت من تحت الاشار على جبين "صفاء" ولمحتها ، بدا المشهد ملفتا ومحيرا ، مشهد امتزاج الليل بالنهار ، ليل الشعر ونهار الجبهة والوجه ، مشهدا اسرني واشعرني بلذة النشوة ، واخذني معه محلقا في الفضاء بلا قرار ، لكن وفي لحظة قامت "صفاء" بلم شعرها وتزبيط الأشار ، فأسقطتني من لجة خيالاتي .
المهم لم يعد رؤية شعر "صفاء" عالقا في نفسي .
قبل أيام بالصدفة رأيت "صفاء" ، لم أعرفها بداية ، فقد أخذت منا الخمسة عشر عاما الماضية الكثير من ملامحنا ، كما اخذت منا الكثير من ذكريات الرسائل وهدايا الدباديب ، لم أعرفها فقد تغيرت ، ليس فقط بالشكل ولا بالجمال ولا بالحجم ، وان كان الدلع باقي كما كان ، وتلك اللدغة في حرف السين ما زالت ، ولكنها " فرعت " وخلعت الأشار ، وأصبحت الجدائل مسرحة فوق الأكتاف ، ومشهد الخصلات مستباح للجميع ، وقتها شعرت بأن ما أفنيت فيه رجاءاتي صار مراقا ، وفقدت
رائحة العطر الزكية . وما عادت تغريني الخصلات .
وعندما سالتها عن الأشار ، أخبرتني بأنه لم يعد يناسب الموضة والتحرر وأوصلتني - دون قناعة – الى نتيجة " هيك أحلى مو ؟؟ " .
هيبة الدولة هو اشارها ، والبعض للأسف في ذريعة الاصلاح يحاول استباحة الخصلات من تحت لتحت .
على كلا ..
عرشك باقي .. تاجك يعلى ... سيفك حق ... جبينك غار
عزك يبقى ... ونحن بنبقى ... شعبك يا ملك الأحرار .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com
عندما كنت في الثانوية كانت "صفاء" في الصف العاشر ، وكنا نلتقي بعد الدوام خلف أسوار المدرسة ، وأذكر اني رسمت على السور قلب حب يخترقه سهم في طرفه الأول حرف اسمي ، وفي طرفه الثاني حرف اسمها .
صفاء أنذاك كانت تلبس " الأشار " بانتظام والتزام ، وقد كنت دوما اتحايل عليها وأطلب منها ان تسمح لي برؤية شعرها ، لكنها كانت دائما تمانع وتعارض ، وترفض بحجة العيب .
ذات مرة ، وربما لكثرة الحاحي وتكرار الطلب ، حنت علي خصلة من شعرها وتمردت من تحت الاشار على جبين "صفاء" ولمحتها ، بدا المشهد ملفتا ومحيرا ، مشهد امتزاج الليل بالنهار ، ليل الشعر ونهار الجبهة والوجه ، مشهدا اسرني واشعرني بلذة النشوة ، واخذني معه محلقا في الفضاء بلا قرار ، لكن وفي لحظة قامت "صفاء" بلم شعرها وتزبيط الأشار ، فأسقطتني من لجة خيالاتي .
المهم لم يعد رؤية شعر "صفاء" عالقا في نفسي .
قبل أيام بالصدفة رأيت "صفاء" ، لم أعرفها بداية ، فقد أخذت منا الخمسة عشر عاما الماضية الكثير من ملامحنا ، كما اخذت منا الكثير من ذكريات الرسائل وهدايا الدباديب ، لم أعرفها فقد تغيرت ، ليس فقط بالشكل ولا بالجمال ولا بالحجم ، وان كان الدلع باقي كما كان ، وتلك اللدغة في حرف السين ما زالت ، ولكنها " فرعت " وخلعت الأشار ، وأصبحت الجدائل مسرحة فوق الأكتاف ، ومشهد الخصلات مستباح للجميع ، وقتها شعرت بأن ما أفنيت فيه رجاءاتي صار مراقا ، وفقدت
رائحة العطر الزكية . وما عادت تغريني الخصلات .
وعندما سالتها عن الأشار ، أخبرتني بأنه لم يعد يناسب الموضة والتحرر وأوصلتني - دون قناعة – الى نتيجة " هيك أحلى مو ؟؟ " .
هيبة الدولة هو اشارها ، والبعض للأسف في ذريعة الاصلاح يحاول استباحة الخصلات من تحت لتحت .
على كلا ..
عرشك باقي .. تاجك يعلى ... سيفك حق ... جبينك غار
عزك يبقى ... ونحن بنبقى ... شعبك يا ملك الأحرار .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com