برز مؤخراً نجاح إدارة تركيا لعملية إخماد الحرائق التي أصابتها، مستخدمة قوتها الضاربة في الجو، خاصة مسيرتها بيرقدار "تي بي 2" ، التي ساهمت بشكل كبير في احتوائها بهذه السرعة والنجاعة. كما نجد الجهود الأوروبية الجوية كلها تتكاثف في شن طلعات إطفائية لإخماد حرائق اليونان وإيطاليا ومقدونيا الشمالية. والجزائر تسارع لعقد صفقات استئجار طائرة إطفائية لحصر الكارثة التي حلت بها. كل هذه أدلة على أن التقدم جواً في الحرب على النيران التي تلتهم الغابات بات ضرورة لا فكاك منها إذا ما أرادت الدول تأمين شعوبها ومقدراتها الطبيعية من أهوالها.
كنداير سي إل-415
عندما نتحدَّث عن طائرات الإطفاء، أول اسم يتبادر إلى ذهننا لكثر ما استعمل خلال حرائق الجزائر هو تلك التي من طراز "كنداير". وهي طائرة خزان إطفاء ذات أجنحة ثابتة كندية الصنع، لمصنعها شركة "بومباردييه".
فيما يعود تاريخ إصدار أول نسخة منها ، سي إل-215، إلى سنة 1969وتم تطويرها بعدها إلى سي إل-415 التي صدرت سنة 1994. حيث تمثل تلك النسخة المحدّثة قطعة مهمة في ترسانة مكافحة الحرائق بكل من كندا وفرنسا وكوريا الجنوبية وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وكولومبيا والهند والمكسيك والمغرب.
وتكمن أهمية كنداير سي إل-415 في قدرتها العالية على تطويق الحرائق الكبرى التي تندلع في الغابات، كما في سرعة إقلاعها وهبوطها في مسافات قصيرة، وعلى أي نوع من الأسطح سواء الماء أو اليابسة، وهو ما يجعلها مثالية لكل أنواع الإغاثة في حالة الكوارث ومكافحة الحرائق. كما في سعة خزانها السريع المليء والذي تزيد سعته على 6000 لتر. فيما يبلغ سعر القطعة الواحدة منها 30 مليون دولار.
مسيرات بيرقدار التركية "تي بي 2"
لو أردنا أن نضع عنواناً للتقدم تركي على مستوى احتواء الحرائق الأخيرة التي شبت بالبلاد، لكان طائرات بيرقدار "تي بي 2" المسيرة التركية الصنع. فقد لعب تطورها التكنولوجي الدور الأهم في رصد بؤر الحريق، وتمكين فرق الإطفاء من كل المعلومات اللازمة لذلك، وبالتالي جعلت من استجابتها سريعة وفعالة، كما قدرتها كبيرة على إخماد النيران التي كانت تلتهم الغابات التركية.
على طول أيام مكافحة الحريق، بين 1 يونيو/حزيران الماضي و4 أغسطس/آب الجاري، بلغت ساعات تحليق مسيرات بيرقدار 1835 ساعة واكتشفت 103 من الحرائق التي كانت تلتهم أحراج وغابات مناطق متعددة من تركيا. وتعليقاً على هذا النجاح، قال رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية إسماعيل دمير: إن "مسيرات بيرقدار "تي بي 2" تقدم مساهمة فعالة في مكافحة الحرائق".
لوكهيد، هيركوليس وإليكترا
في نفس النوع من طائرات الإطفاء، أي قاذفات المياه، تتوفر فرق الإطفاء على أيقونتي الإسناد الجوي وقت الحرائق "هيركوليس" و"إليكترا"، لمصنعهما الأمريكي "لوكهيد". وهما كانتا في الأصل طائرتي ركاب بأربعة محركات، تم تجهيزهما لتدخلا ميدان إطفاء الحرائق.
يسع خزان كل من "هيركوليس" و"إليكترا" أزيد من 11 ألف لتر، وهي ميزتها الأساسية في محاصرة الحرائق وإخمادها. فيما تعتمدهما وحدات الحرس الوطني الأمريكي لهذا الغرض، وطورت عنهما الشركة المصنعة نسختين، هما "نبتون" و"أوريون"، سعة خزان كل واحدة منهما تباعاً 9 آلاف و11 ألف لتر من الماء.
الكوبرا الأمريكية
تكتيك الحرب على النيران جواً لا يحتاج فقط إلى طائرات مخزنة بالمياه، بل كذلك إلى أسلحة تكتيكية، هنا تكمن أهمية مروحية "كوبرا فاير ووتش" الأمريكية، بوصفها مروحية سريعة ذات قدرات عالية على المناورة والتحليق على علو منخفض من أجل رصد بؤر النيران. هي التي يعود تصنيع نسختها الأولى إلى ستينيات القرن الماضي، وكانت معدة أساساً للاستعمالات العسكرية، تم تجريدها من تلك القطع لتدخل مجال الخدمة المدنية في إطفاء الحرائق. مهمتها الأساسية هي رصد بؤر النيران وتحركها، حيث تم تجهيزها بكامرات تصوير حرارية، لتزويد الوحدات على الأرض بتلك المعلومات الهامة لمحاصرتها. كما يمكنها كذلك حمل براميل مياه.