يبدو موضوعاً تافهاً.. السائق الإسرائيلي لا يستخدم الغماز. وقيل كل شيء عن عدوانيته وعنفه وفظاظته وعدم اهتمامه بالشارع. وخصوصاً عدم استخدام الغماز. عملية بسيطة لا تحتاج إلى إصبع واحدة لا تكلف المال، نقرة واحدة ويعمل الغماز، ليس مطلوباً إعادته إلى مكانه لأنه يقوم بذلك من تلقاء نفسه. ولكن الإسرائيلي لا يستخدم الغماز، ينحرف نحو اليمين واليسار ويتنقل من مسار إلى آخر ويوقف سيارته، دون استخدام الغماز. استخدام الغماز للضعفاء، للناعمين ذوي الشخصية الضعيفة. كل من يستخدم الغماز شخص غبي. نساء ورجال، جيبات وسيارات لا يستخدمون الغماز
لماذا نستخدم الغماز في الحقيقة؟ هو أمر نافع في الحقيقة. وفي نهاية المطاف، يمكن تحقيق كل شيء حتى بدون الغماز. فلماذا نستخدمه؟ هناك سائقون لا يعرفون أن هذا الجهاز في الأصل مركب في السيارة. أصبحت الصافرة مبحوحة من كثرة الاستخدام، وما زال والغماز على حاله منذ شراء السيارة الجديدة. استخدام الغماز يمكنه أن يعلم فصلاً عن الإسرائيليين. الشخص الذي يتلو كل إسرائيل أصدقاء بحماسة، يغني بحنجرة مخنوقة من أجل حياة هذا الشعب الجميل ، ينادي كل شخص أخي ويُحدث نفسه عن الأخوة الرائعة الموجودة هنا، يعيش في أحد المجتمعات الأنانية والمتهورة في العالم
أنا المهم وغيري لا شيء تبدأ بالغماز. عندما ننظر إلى ضوء الغماز الذي لا يعمل نفهم ذلك. الإسرائيلي لا يستخدم الغماز؛ فلا نية لديه للاهتمام بأي أحد غيره. العدوانية والعنف في الشارع يمكن تبريرها دائماً بالتوتر الأمني الذي يبدو أنه سائد هنا. يمكن أيضاً اتهام درجات الحرارة العالية وأزمات السير غير المحتملة، التي يمكنها أن تخرج كل شخص عن طوره. ولكن استخدام الغماز؟ كيف يرتبط هذا بتهديد إيران والكارثة اليهودية؟ ليس لهذا صلة
إن عدم استخدام الغماز يعد أنانية مصفاة ونقية وليس لها أي مبرر. هو الغطرسة الإسرائيلية في أجمل صورها. وإذا كان الأمر لا يهمني ولا يفيدني فلماذا أستخدمه. استخدام الغماز استهدف إعطاء إشارة للآخر عن نيتك لتحذيره، وطلب الإذن منه، وإجراء حوار معه، كل هذه الأمور غريبة علينا. الإسرائيلي لا ينسى استخدام الغماز، بل لم يكن ينوي في أي يوم استخدام الغماز. ثمة درجات لعدم اهتمامه بالشارع، هناك الدرجة التي يندفع فيها بقوة دون استخدام الغماز- الأغلبية؛ وهناك من يستخدم الغماز ويعتقد أن الأمر كاف ليظن بأن الشارع أصبح ملكية له- الأقلية؛ وهناك من يستخدم الغماز وينتظر رؤية هل الآخر يسمح له بالاندماج- أقلية ضئيلة. في اليوم الذي تتحول فيه الأقلية الضئيلة إلى أغلبية، ستكون لدينا بلاد مختلفة
لم يولد هذا السلوك في الشارع، ولا يبقى على جانبيه، بل يأخذ مصادره من الثقافة ومن الطابع الوطني وروح العصر. وفي الوقت نفسه، هو يشكل هذه الأمور، ومثلما لا يهتم السائق الإسرائيلي بأحد غيره في شارع 6 فإن دولته كذلك لا تهتم بأي شخص آخر في الحي الذي وجدت نفسها فيه. يحتلون شعباً آخر ويطيرون بشكل حر وبدون إذن في سماء دولة أخرى، دولة أخرى ويقصفون بشكل حر
لن تجدوا من بين اعتبارات إسرائيل اهتماماً بالآخر على الإطلاق، بل ولن يكون هذا الآخر حتى في اعتباراتها. يحتجزون 300 جثمان لفلسطينيين، يبدو بهدف المساومة، وليذهب إلى الجحيم الألم الفظيع الذي يتسبب به ذلك لأبناء عائلاتهم الذين فقدوا أعز ما لديهم، والآن لا يوجد لديهم قبر ليزوروه. يقتلون الأبرياء، وبعد ذلك يصادرون بشكل أعمى واعتباطي تصاريح العمل في إسرائيل لجميع أبناء العائلات. هل توقف أحد وفكر بالثمن الباهظ الذي يدفعه هؤلاء الأشخاص مقابل ذنب لم يقترفوه؟ وهل هذا يهم أحداً؟ هل يشكل اعتباراً لأحد؟ ولماذا يكون اعتباراً؟ في نهاية المطاف، إسرائيل يمكنها التنكيل بهذه الطريقة. ولم لا؟ يقف على جدول الأعمال أمر واحد فقط، وهو إسرائيل، إسرائيل، إسرائيل. لا يوجد أحد غيرها، مثلما هو الأمر في الشارع، ومثل السائق الذي لم يستخدم الغماز في يوم من الأيام.
لماذا نستخدم الغماز في الحقيقة؟ هو أمر نافع في الحقيقة. وفي نهاية المطاف، يمكن تحقيق كل شيء حتى بدون الغماز. فلماذا نستخدمه؟ هناك سائقون لا يعرفون أن هذا الجهاز في الأصل مركب في السيارة. أصبحت الصافرة مبحوحة من كثرة الاستخدام، وما زال والغماز على حاله منذ شراء السيارة الجديدة. استخدام الغماز يمكنه أن يعلم فصلاً عن الإسرائيليين. الشخص الذي يتلو كل إسرائيل أصدقاء بحماسة، يغني بحنجرة مخنوقة من أجل حياة هذا الشعب الجميل ، ينادي كل شخص أخي ويُحدث نفسه عن الأخوة الرائعة الموجودة هنا، يعيش في أحد المجتمعات الأنانية والمتهورة في العالم
أنا المهم وغيري لا شيء تبدأ بالغماز. عندما ننظر إلى ضوء الغماز الذي لا يعمل نفهم ذلك. الإسرائيلي لا يستخدم الغماز؛ فلا نية لديه للاهتمام بأي أحد غيره. العدوانية والعنف في الشارع يمكن تبريرها دائماً بالتوتر الأمني الذي يبدو أنه سائد هنا. يمكن أيضاً اتهام درجات الحرارة العالية وأزمات السير غير المحتملة، التي يمكنها أن تخرج كل شخص عن طوره. ولكن استخدام الغماز؟ كيف يرتبط هذا بتهديد إيران والكارثة اليهودية؟ ليس لهذا صلة
إن عدم استخدام الغماز يعد أنانية مصفاة ونقية وليس لها أي مبرر. هو الغطرسة الإسرائيلية في أجمل صورها. وإذا كان الأمر لا يهمني ولا يفيدني فلماذا أستخدمه. استخدام الغماز استهدف إعطاء إشارة للآخر عن نيتك لتحذيره، وطلب الإذن منه، وإجراء حوار معه، كل هذه الأمور غريبة علينا. الإسرائيلي لا ينسى استخدام الغماز، بل لم يكن ينوي في أي يوم استخدام الغماز. ثمة درجات لعدم اهتمامه بالشارع، هناك الدرجة التي يندفع فيها بقوة دون استخدام الغماز- الأغلبية؛ وهناك من يستخدم الغماز ويعتقد أن الأمر كاف ليظن بأن الشارع أصبح ملكية له- الأقلية؛ وهناك من يستخدم الغماز وينتظر رؤية هل الآخر يسمح له بالاندماج- أقلية ضئيلة. في اليوم الذي تتحول فيه الأقلية الضئيلة إلى أغلبية، ستكون لدينا بلاد مختلفة
لم يولد هذا السلوك في الشارع، ولا يبقى على جانبيه، بل يأخذ مصادره من الثقافة ومن الطابع الوطني وروح العصر. وفي الوقت نفسه، هو يشكل هذه الأمور، ومثلما لا يهتم السائق الإسرائيلي بأحد غيره في شارع 6 فإن دولته كذلك لا تهتم بأي شخص آخر في الحي الذي وجدت نفسها فيه. يحتلون شعباً آخر ويطيرون بشكل حر وبدون إذن في سماء دولة أخرى، دولة أخرى ويقصفون بشكل حر
لن تجدوا من بين اعتبارات إسرائيل اهتماماً بالآخر على الإطلاق، بل ولن يكون هذا الآخر حتى في اعتباراتها. يحتجزون 300 جثمان لفلسطينيين، يبدو بهدف المساومة، وليذهب إلى الجحيم الألم الفظيع الذي يتسبب به ذلك لأبناء عائلاتهم الذين فقدوا أعز ما لديهم، والآن لا يوجد لديهم قبر ليزوروه. يقتلون الأبرياء، وبعد ذلك يصادرون بشكل أعمى واعتباطي تصاريح العمل في إسرائيل لجميع أبناء العائلات. هل توقف أحد وفكر بالثمن الباهظ الذي يدفعه هؤلاء الأشخاص مقابل ذنب لم يقترفوه؟ وهل هذا يهم أحداً؟ هل يشكل اعتباراً لأحد؟ ولماذا يكون اعتباراً؟ في نهاية المطاف، إسرائيل يمكنها التنكيل بهذه الطريقة. ولم لا؟ يقف على جدول الأعمال أمر واحد فقط، وهو إسرائيل، إسرائيل، إسرائيل. لا يوجد أحد غيرها، مثلما هو الأمر في الشارع، ومثل السائق الذي لم يستخدم الغماز في يوم من الأيام.