تعابير تشيع فقط في حالات الحروب والكوارث والبؤس والجفاف والقحل والمحل. ولكل المآسي المذكورة أعلاه، يعلن رئيس الجمهورية اللبنانية على شعبه العظيم حلاً واحداً يدعى جبران باسيل.
دخل «حزب الله» في الأيام الأخيرة دائرة القوى التي لم تعد تحتمل، أو تتحمل، حمل هذا الرجل الماسك لبنان من أذنيه منذ خمس سنوات مثل «دجين أليف». وبذلك، لم يعد هناك حزب سياسي قابلاً طغيانه اللزج على القرار الوطني وإمكان الخلاص. لكن الابتسامة لا تغيب عن وجه جبران باسيل وهو يخاطب الشعب العظيم ومعه شعوب العالم. وأمس ظهرت في الصحف صور للسيد باسيل يستقبل في حضرته سفيرة فرنسا، وكأنه يتكرم عليها بفائض ابتساماته وفائض تواضعاته وفائض الوعد المقدس بيوم يصبح رئيساً على الجمهورية اللبنانية. ويكمل فيه المسيرة التي بدأها عمه في قصر بعبدا الذي بدأته «الممانعة» لإخراجه منه، ثم زينته إعادته إليه. وعندما ترى سفيرة فرنسا في زيارة المبتهج جبران باسيل، تقول في نفسك، لم لا؟ إن الدول الكبرى مثل الدول الصغيرة، تفضل الخنوع على وجع الرأس، والانهزام المريح على المبارزة المضحكة. وحدها أميركا، حتى اللحظة، تفرض أن تستبدل لبنان بجبران. وأقول حتى اللحظة، لأن قواعد السياسة العالمية لا تتفاوت كثيراً في هذا الدهر.
أعلن الرئيس عون ونسيبه جبران، الحرب على جميع الأحزاب المسيحية. وعلى سُنة لبنان. وتجاهلا كلياً بطريرك الموارنة وسائر المرجعيات المسيحية. وقال أحد وزرائهم المحترمين إن لبنان لم يعرف وضعاً أسوأ من هذا الوضع منذ أن ورد اسمه في التوراة. لكن المسيرة مستمرة. الشعب العظيم سوف يكرر اختيار رئيسه. أما الجمهورية نفسها، فالسلام عليك وعليها.