بدون مقدمات ، نجزم ان «اوسلو» هي السبب المباشر لفشل الحوار الفلسطيني-- الفلسطيني في القاهرة ، قبل بدء هذا الحوار.. والذي كان مقررا يوم امس السبت 12 الجاري..
ونضيف ان هذه اللعنة المسماة «اوسلو» كانت هي وراء فشل كافة الحوارات السابقة وعلى امتداد حوالي «14» عاما .. .. ووراء اتساع فجوة الانقسام .. ووراء تعثر المصالحة بين فتح وحماس ..!!..ما دامت قيادة المنظمة والسلطة .. متمسكة بنهج «اوسلو».. وترفض ان تحيد عنه ، وتصر على جر الاخرين .. ونعني حماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية وكل الرافضين للاتفاقية الى مربع الهزيمة .. الى مربع التفريط ..!!
ونسأل لماذا تصر القيادة الفلسطينية على التمسك «باوسلو» ؟؟
ألم يتخذ المجلس المركزي قرارا بالغاء اتفاقية العار؟؟ وطالب القيادة الفلسطينة باعتبارها السلطة التنفيذية .. بتتفيذ هذا القرار .. وبتمزيق ورقة الاعتراف ب»دولة» الكيان الصهيوني ؟؟!! بعد ان رفض العدو الاعتراف بدولة فلسطين .. ورفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.. وبعد ان شرع « الكنيست» قانون « القومية الصهيونية . والذي يعتر فلسطين ..كل فلسطين « ارض اسرائيل « من البحر الى النهر . ولا وحود للشعب الفلسطيني على هذه الارض..!!
المفارقة المؤلمة جدا حتى القهر .. ان القيادة لم تستجب لقرار «المركزي» ..فلم تلغ «اوسلو».. ولم تكتف بذلك،بل اعتبر الرئيس الفلسطيني التتنسيق الامني امرا مقدسا ..!! واستمر يراوغ .. ويراوغ ،كلما اشتدت العدوان الصهيوني .. واستمر يعادي المقاومة ، ويرفض خيارها ،مصرا ان لا يغادر قطار التسوية .. والذي استمر اكثر من ربع قرن ، ولا يزال يدور في حلقة مفرغة ..ولم يؤد هذا العبث الى استرجاع شبر واحد من فلسطين .. بل ان العدو استغل « اوسلو « والمفاوضات لفرض الامر الواقع.. فاستولى على اكثر من 67% من اراضي الضفة الغربية المحتلة ، وعلى 87 % من اراضي مدينة القدس المحتلة.
الرئيس الفلسطيني يعرف قبل غيره وهو عراب « اوسلو».. ان العدو استغل هذه الاتفاقية لتتنفيذ اهدافه التوسعية ..ولما حقق ذلك قام شارون بالغاىها ومحاصرة المقاطعة ، واغتيال الرئيس الشهيد عرفات .. وعلى نفس الطريق سار «نتنياهو» وكافة قادة العدو ،الذن اجمعوا على حصار غزة ..وشنوا عليها 3 حروب.. وحولوا الضفة الى كانتونات ، وهدموا «11» الف منزل في القدس الشرقية تمهيدا لتهويدها وطرد سكانها العرب المقدسيين منها .
فلماذا بعد كل ذلك يصر الرئيس الفلسطيني على ان لا ينزل عن شجرة «اوسلو».. شجرة العار ؟؟
ولماذا لا يوظف الانتصارات المجيدة التي حققتها المقاومة في غزة والمرابطون في القدس وباب العمود.. فاجبروا العدو على الاستنجاد بحليفته واشنطن طلبا لوقف النار بعد ان اصبح اكثر من نصف اسرائيل تحت رحمة صواريخ المقاومة.. وتراجع جنرالاته عن اقتحام غزة وقد ايقنوا ان الموت الزؤام بانتظارهم.. وها هو العدو يتراجع عن اقتحام الاقصى ..
لقد توقع شعبنا وهو يرى صواريخ المقاومة تسيطر على سماء العدو.. وتفرض عليه لغتها وارادتها ان ينهض من ركام «اوسلو» وينضم الى شعبه المقاوم .. ويعلن بالفم الملان الغاء «اوسلو» وتمزيق ورقة الاعتراف ب «دولة» العدو .. ويتبني استراتجية جديدة ، قوامها المقاومة ..ولا بديل عن المقاومة ،، ولا بديل عن العودة الى الرصاصة الاولى .. والسطر الاول.. بعد ان ثبت ان كيان العدو..هو كيان هزيل.. وان الانتصار عليه ممكن جدا . وان حلم العودة اصبح اقرب مما نتصور..
ندعو القيادة الفلسطينية الى الامتثال لارادة شعبها.. فارادة الشعوب لا تهزم.. فهل يبادر ويفعل قبل فوات الاوان .. قبل ان يثور جرزيم وعيبال والجليل والكرمل والجرمق..
فشعبنا لم يفوض احدا بالتنازل عن شبر واحد من ارضه ..
ففلسطين هي وطنه حصرا كانت منذ الكنعانيين..
وستبقى حتى يرث الله الارض ومن عليها.
وعلى الباغي تدور الدوائر..
المجد لشعب يصنع المعجزات ..
والعار للمطبعين وللمفرطين..!!