ما كنت أريد الكتابة عن موته فقد صار الفيسبوك مقبرة لكثرة من نفقد ممن نحب وممن نحترم وممن نعرف وممن يؤلمنا رحيلهم ولكن يحتم علي الواجب العائلي أن أترحم على جد أولادي ووالد زوجتي وجدان أحمد محمود أبو عواد الذي كان يعاني من مرض السرطان منذ سنوات ومن باب ذكر محاسن موتاكم فقد كان الرجل مخلصا لوطنه ,....دخل الجيش العربي بداية الستينات حين كانت الضفة الغربية جزءًا من المملكة الأردنية الهاشمية.. كان مدريًا وجنديًا باسلًا اشترك في حرب ال67 وشارك في معركة الكرامة ولم يستشهد ...وبعد حرب ايلول سجن ظلما وحكم عليه بالاعدام ثم تم العفو عنه من قبل الملك حسين رحمة الله عليه ..سجن في الجفر وتعرف على الكثير من القيادات الوطنية والحزبية الذين كانوا في الجفر في تلك المرحلة ..عاش مكافحًا في الحياة ولم ياخذ راتبا من منظمة التحرير التي درب كوادرها في اواخر الستينات ..وحرم من راتبه وحقوقه في الجيش ..حتى جاءت مكرمة الملك عبدالله الثاني قبل سنوات بإنصاف كل الذين خدموا في الجيش العربي ..وهذا ما أعانه على تحمل نفقات العلاج مؤخرًا في المدينة الطبية.
في أيامة الأخيرة كان يستعيد شريط حياته وهو يعبر عن حزنه لعدم وفاته صغيرًا أو خلال خدمته في تلك السنوات الصعبة حين كانت تتعرض القرى الحدودية من الضفة الغربية للاعتداءات الاسرائيلية وقد شهد معركة حوسان وكان يسكن فيها مع زوجته ربما عام 1965
يوم امس الخميس دفن في مقبرة الهاشمية إلى جوار عدد من جيرانه وأصدقائه وزملائه الذين خدموا في الجيش العربي وقد لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى التضميد العسكري قبل نهاية يوم الأربعاء ...وكأنه تعويض لانتمائه وخدمته في الجيش العربي الذي أحبه وخدم في صفوفه عشرات السنوات وتم نقل جثماته في سيارة الجيش العربي ..لعلها كانت هدية الجيش الاخيرة له ..لكنها كانت تعني له الكثير لو كان حيًا ..
أعزي زوجتي أولًا برحيل والدها وأعزي أولادي برحيل جدهم وأعزي بناته وأولاده وأحفاده وأعزي آل أبي عواد في الأردن وفلسطين .
وعلى روحه السلام