“الاحتفال” بالمرأة انتقاص مُهين

“الاحتفال” بالمرأة انتقاص مُهين
أخبار البلد -  
اخبار البلد - ما دامت المرأة ترضى بأن يُحتفل بها موسمياً، مثل كائن مُهدَّدٍ بالانقراض جرّاء الصيد الجائر، أو أن يُحتفل بتفوّقها كأمر مُستهجن وغير متوقع، فهي ضمناً ترضى وتقرّ بأنها كائن من الدرجة الثانية، لا يُتوقّع منه إنجاز مهم.. وإن حدث فها هو شأن يستحق "الاحتفال” والتكريم!
المرأة، أو الجمعيات النسوية، التي ظلّت ترضى بهذا الاحتفال الزائف، وبكلمة إطراء سنوية، هي امرأة "مخدوعة”، رضيت عن طيب خاطر بأن تكون نوعاً بشرياً من "الدرجة الثانية”، ووافقت أنها ليست نِدَّاً، وأن مجرد استخدامها لعقلها ولوظائفها الذهنية وتحقيقها تفوقاً ما هو شيء طارئ وغير منتظر منها، وعليه فهي تنال "مكافأة” غير مجزية بالمرّة من "السيّد” الرجل، أي من "النوع الأول” المهيمن.
المرأة التي رضيت بـ”الكوتا” في البرلمان أو في أي مؤسسة أخرى، هي امرأة متواطئة ضد المرأة، وهي أكثر من ألحق الضرر بالمرأة، حين وافقت على التعامل معها كـ”نوع” غير قادر على الوصول الى الإنجاز بالتنافس الحرّ، وبقدراتها التي لا تختلف بشيء عن قدرات "النوع الأول المتفوق”، فهي ليست أقل عقلا ولا أقلّ أعضاء (ولا تقلّ حتى قدرةً جسمانية وتشارك الآن في رياضات قاسية وصعبة لا يقوى عليها كثير من الرجال)، فلماذا توافق على منحها مقعدها كمكرمة من الرجل، ولماذا لا تنتزع تلك الكراسي التي يحتلها أحياناً رجال ضعاف الشخصية، هزيلو الشأن، قليلو التعليم، لمجرد أنهم "ذكور”!
المرأة التي ترضى بأن يتساوى لقب "ربة بيت” مع مُسمَّى "عاطل عن العمل” هي أيضاً امرأة مخدوعة، فهي تمارس "مهنة” شاقَّة وصعبة ولا يقوى أحد من الرجال على التصدي لها، وهي صناعة الأبناء وإدارة اقتصاد المنزل، وهما في ظل الظرف الاجتماعي والاقتصادي الراهن، مَهمَّتان من أخطر ما يواجه العائلة، فإن يقال "ربة بيت” فليس أبداً نوعاً من البطالة بل هو مهنة آن الأوان للاعتراف بها رسمياً، وأن يصير من حق المرأة قانونياً أن تتقاضى راتباً عنها.
أما المرأة التي تبتهج حين يطلُّ "السيّد” كل سنة مرة ليلوح لها تلويحة رضا، أو يلقي كلمةً يطري فيها على "خنوعها” باقي أيام السنة، فهي امرأة تسهم في تنميط المرأة وحبسها في قفص "النوع”، حتى لو كانت تلبس الدانتيل وتمشي برشاقة وكعبٍ عالٍ بين طاولات "الاحتفال” وصحون "البيتي فور”!
وفي كل ما تقدَّم لا أقصد أن المرأة مستعبدة، أو صاحبة "حقوق منقوصة”، ولا أحرض على ثورة ضد الرجل، ولا أؤمن بالحرب التقليدية على أساس "النوع الاجتماعي”، ولا أرى هناك أي معنى في هذا العصر للنزاع على أساس الجندر، إنما بالتنافس الحر بين إنسانين نِدَّين.
فكلّ ما يخصُّ "الاحتفال” بالمرأة، أو "نجاحها”، هو انتقاص مباشر ومهين لإنسانيتها.
ثمة نساء ذكيات عاطفياً، ويدرن العلاقة مع الرجل بحصافةٍ وندّية. لكن ذلك يحدث في الغالب على مستويات فردية، إنَّما حين يتعلق الأمر بالمستوى الجمعي فالنساء متواطئات ضد بعضهن بعضا لصالح الرجال!
والنساء ميّالات غالباً لمناصرة الرجل، ضد "نوعهنّ” الاجتماعي، حتى وإن زعمنَ غير ذلك!
وفي سياق الحديث عن صحوة موسمية للمرأة، تتخذ كل مرّة مسمّى مختلفاً، واحتفالياً، يذكّر دائماً بـ”يوم الشجرة” أو "يوم البيئة”، أعتقد أن "النساء” كمجموع لعبن دوراً خطيراً ضد "المرأة”، أو على الأقلّ لغير صالحها.
فما دامت "النساء” ممثلات بمنظمات المجتمع المدني النسوية، وبالجمعيات الرقيقة، وبالمؤتمرات والمحاضرات والورش والاجتماعات التي ظلّت تنادي بأصوات مبحوحة بـ”منح” المرأة حقوقها، فإن كل ما ستحصل عليه المرأة سيظل يعد "منحة” أو "هبة” يمكن استعادتها، أو التلويح بذلك تحت أي ظرف!
 
شريط الأخبار الدرويش والحفار نسايب انخراط صندوق "أموال الضمان " في "عمرة".. زخم استثماري جديد للمشروع تعرفوا على مجموعة النشامى في كأس العالم 2026 الأردن ودول عربية وإسلامية قلقون من تصريحات إسرائيلية بشأن معبر رفح الزراعة : مهرجان الزيتون الوطني خالٍ من غش الزيت.. ونثمّن جهود الأمن العام بتنظيم الحركة المرورية بدء حفل قرعة كأس العالم 2026 6031 جمعية قائمة بموجب قانون الجمعيات النافذ - تفاصيل الأمير علي يترأس الوفد الأردني في قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن الأردن الثالث عربيا في عدد تأشيرات الهجرة إلى أميركا لعام 2024 العثور على جثة داخل منزل في الأزرق.. والقبض على الجاني 164 ألف مركبة دخلت المنطقة الحرة خلال أول 10 أشهر من العام الحالي غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية مجددا.. خلل تقني يتسبب بتعطل مواقع عالمية على الإنترنت فريق المبيعات في دائرة تطوير الأعمال في المجموعة العربية الأردنية للتأمين يحقق التارجت السنوي كاملاً والشركة تحتفي بإنجازهم عشرات الآلاف يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 3 وفيات وإصابة إثر تسرّب غاز في عمان الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من الواجهة الشمالية عبيدات: تقليم أشجار الزيتون يلعب دورا كبيرا في تحسين الإنتاج شهيد باقتحام الاحتلال بلدة أودلا جنوبي نابلس الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة "درون" على الواجهة الغربية