ان الاصحاب الذين نتخذهم في حياتنا ونشاورهم ونستأنس بهم، هؤلاء هم البطانة، لذلك فان أهم مسؤولية لنا في الحياة تتمثل في حسن الاختيار للأصحاب، فكما قال نبينا عليه السلام" المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" لأن هذه الصحبة تؤثر وتتأثر، فهي اما ان تكون صحبة تدفع بك دوماً الى السلوك الصحيح والحق والعدل في كل مناحي حياتك وتفاصيلها بالرشد والسداد للرأي أو العكس من ذلك، لان البطانة الصالحة يجب ان تواجه الصاحب بأخطائه ولا تجامله في الحق.
أما على مستوى الدولة فان البطانات كثيرة فالمستشارين والوزراء والمجالس النيابية المنتخبة وتلك المجالس المعينة في بعض الدول، كلها تعتبر بطانة الدوله التي يستند اليها الحاكم بحكمه. الا ان الزمن الحالي والتكنولوجيا الاعلامية المفتوحة والواسعة، أضافت وانتجت بطانة جديدة هي بطانة المعارضة أو تلك التي قد نسميها بطانة المظاهرات أو المسيرات المطالبية بتغيير قانون أو تحسين حقوق أو الدفاع عن مصالح معينة هنا أو هناك، وهنا أعتقد أن الدول يجب أن تضيف ذلك الى حساباتها لانها ذات صفة حساسة، ويمكن أن تستغل داخلياً وخارجياً ضد مصالح الدولة العامة، وخصوصاً أنه تم الاستجابة لها في كثير من الدول واحدثت تغييرات سلبية وايجابية كثيرة.
ان البطانات ذات معاني مهمة جداً تتجاوز مفهوم المسؤولية والمسؤول ومدى قيامه بمهام العمل، بل انها تذهب باتجاه صناعة القرار وتطبيقه وتعديله والمحافظة على المسارات الرئيسية للدولة، لانها هي أدوات الحاكم التي يستند اليها وتعمل معه بكل صدق وجدية وتحرص على تحقيق الاهداف المرجوة، البطانة السليمة الصادقة هي التي تنصح وتبني وتفكر وتُجدد ولا تبرر لنفسها التقصير بأي أسباب، هي التي تبحث وتدل على الحاجة للتعديل والتصحيح وتقبل النقد الموضوعي وتتراجع عن الخطأ دون كبرياء أو خجل، لانها تعمل لمرتكزات وطن ومصلحة شعب ونجاح قائد رمزاً للدولة والحفاظ على رمزيته بعيداً عن التشوية والانتقاد.