مشهد مأزوم يؤكد أن عملية الاصلاح باتت تحتاج الى معجزة في وقت يصارع المواطن في خضم أزمات معيشية واقتصادية متفاقمة مع ملامسة مصائب جائحة كورونا عتبة السبعة الاف مصاب و52 وفاة واصبح شبح الجوع يقرع الابواب.
والناس الذين كفروا بالوضعين الاقتصادي والاجتماعي ولم يعدأحد منهم يستطيع أن يتحمل ضغط الحياة اليومية مضافا إليها الوضع الصحي الصعب نحتاج الى لقاح سياسي للعقلية التي أدارت وتدير البلاد بازماتها المتعددة بذهنية مغايرة لما تم خلال السنوات السابقة، ويجب ان يتوقف بعض المسؤولين أو غالبيتهم عن الاستمرار بالنهج السابق العقيم الذي يقدم مصالح الفئة المتحكمة بالقرارعلى مصالح الشعب .
وانطلاقا من الواقع الصعب الذي نعيشه كمواطنين نطرح سلة من التساؤلات على المتحكمين بالقرار:
ما فائدة التعديل على حكومة الخصاونة اذا كان المهندس سيدير ملف الاعلام ؟ وما فائدة بقاء وزراء التأزيم في مواقعهم الوزارية اذا كان هدف الخصاونة خدمة الشعب ؟ وما فائدة تدويرالزوايا أو المحاصصات أوتلبيس الطرابيش من رأس الى رأس وشباب الوطن بل حتى شبانها المتقدمين في العمرككاتب هذه السطور يقفون على أبواب السفارات بحثا عن فرصة خارجية للحياة ؟وما نفع المحاصصات اذا جاع الشعب أوعانى من إنقطاع راتبه أو فقدانه لعمله ؟ أوعانى من عجزه عن دفع إيجار منزله وقسط الجامعة لابنائه أو قسط المدرسة لاطفاله؟ وما نفع وزارة العمل أو استقالة وزيرها أو تعيين وزير جديد اذا كان غالبية من أبناء الوطن تحولوا إلى عاطلين عن العمل؟ وما نفع وزارة التنمية السياسية اذا كانت ومنذ أنشائها لم تقدم بما يمكن تسميته أصلاح أو تنمية سياسية لأن العقلية المتحكمة بمفاصل مسارالبلاد تقول نحن من يصنع القرار وعلى الرعية التنفيذ؟
إن ثالوث الجوع والفقر والمرض يقرع الأبواب ومصلحة الاردن والاردنيين هي في إخراج البلاد من غرفة الانعاش التي دخلتها بسبب التخبط الذي سيطرعلى الحكومات المتعاقبة وخاصة في السنوات الاخيرة الامرالذي يستدعي جرعة إنقاذ سريعة قبل أن يغرق المركب ولا يعود للندم مكان أو للمواطن عنوان .
ندرك أن الحكومة جأت بظرف صعب وفي فترة لا يمكن لعاقل الا أن يقول " الله يعينها " ولكن بنفس الوقت لا يمكن ان نسكت على ما يجري ونحن نرى عجز بعض الوزراء عن إيجاد الحلول لمشاكل المواطنين مع أن العديد من أبناء الوطن ارادوا وعن قناعة دعم الحكومة عند تكليف الدكتور بشر الخصاونة من خلال صبرهم على ما يواجهنا كمجتمع ، الا أن تخبط الوزراء وكإبليس دخل على اداء الحكومة فأغرقها في مشاكل جانبية وحسابات شخصية ابعدتهاعن مشاكل الوطن،وما جرى في موضوع التعديل يؤكد ذلك ، كما ان عدم إتخاذ قرارات جريئة تطيح برؤوس الوزراء المعرقلين أوالمتسببين في توسيع قاعدة إنتشار جائحة كورونا ،ولجنة الأوبئة ومصائبها والطاقة واستفزازاتها وعجزها ،والمالية والصناعة والتجارة وتقصيرها والتخطيط التي لم نسمع عنها ما يفيد أنها موجودة وتعمل،ولا حتى التنمية السياسية وعجزها عن إحداث نقلة في هذا المجال،الى هيئة الاستثمار التي فشلت إدارتها من تحقيق أية انجازات على صعيد تحفيز الاستثمار الداخلي أو جلب الاستثمار الخارجي من ما قبل الجائحة وما بعدها ولغاية الان ، كل ذلك يؤكد ان الحكومة تسير بإتجاهات لا تصب في مصلحة الوطن والمواطن .
وفي الواقع الحلول ممكنة لو ارادت الحكومة ذلك ، وتبداء هذه الحلول من وقف الاستيراد للمنتوجات غير الاساسية و تحفيز الصناعة المحلية البديلة، اذا لايعقل استمرار السماح باستيراد العصائر والالبان التي يوجد لها بدائل ،كما يجب تحفيز شركات صناعة الادوية البديلة ،وطرح عطاء إستيراد النفط لآجال ،مما يساعد في وقف نزيف الدولار أو العملات الصعبة ،إضافة الى وقف إستيراد المواد الغذائية التي لها بدائل مثل المعلبات الغذائية تبداء بالفول والحمص ورب البندورة وغيرها مع تحفيز المصانع ذات الصناعات المشابهة لتشغيل المزيد من العمالة الاردنية كشرط لشراء او حماية هذه الصناعات ودعمها ضريبيا، وكذلك العطور ومواد التجميل التي أعتقد انه يجب فرض رسوم على إستيرادها لتذهب لصالح دعم قطاعي الزراعة والصناعة وليس الى خزينة الدولة وغيرها من الحلول التي يمكن شرحها في مقالات أخرى.
بإختصار الشعب الذي يقف اليوم عاجزا عن فهم ما يدور حوله في مراكز صنع القرار ،وهو يعيش حالة من القلق على حياته وعلى مستقبل اطفاله يضع اسئلة عديدة على طاولة المعنيين بالقرار: الا يحرِّكُ ضمائرَكم انتحار أب لأنه عجزعن تأمين ما يسد رمق أطفاله ؟ الا يتحرك ضميركم على أب فقد عمله وهو يناشد كل المسؤولين أن يحموا كرامته أمام أطفاله قبل أصحاب الديون وما يتبع ذلك من ملاحقة قضائية؟ الا يحرك ضمائركم أن تسمعوا أن كاتبا بحجم نزيه أبو نضال" غطاس صويص" يعرض مكتبته للبيع من أجل حماية كرامته وهو في سن الشيخوخة؟ الم تسمعوا عن صرخات إعلاميين وصحفيين دمرتهم قرارات حكومات عبثية ؟الم تسمعوا عن نحيب أم أنتحر ابنها الشاب أمام ناظريها لانه لم يجد فرصة عمل ؟ اننا نعيش في مأساة .. والشعب يسأل هل من منقذ؟