اخبار البلد - لم يعد الحديث عن تعديل وزاري أمرا مستغربا أو مستهجنا، فقد باتت هذه البدعة ترافق كافة الحكومات منذ زمن.
بعض التعديلات الوزارية أجريت بعد شهور من تشكيل الحكومة! وبعض الوزراء طاروا من الحكومة ولم تسخن مقاعدهم بعد!
هناك أسباب كثيرة لكثرة التعديلات الوزارية، لكنها تبقى في خانة التوقعات والاحتمالات والتحليلات، فلا يوجد رئيس حكومة -على حد علمي- خرج علنا وقال للرأي العام: أنا أريد أن أجري تعديلا وزاريا للأسباب الآتية. ولا يوجد رئيس وزراء –على حد علمي- خرج علنا وقال: أقلت هذا الوزير لهذا السبب، أو قال: اخترت هذا الوزير لهذا السبب.
قد يكون هناك اعتبارات ولياقات، منها أن رئيس الوزراء لن يتقدم على الملك ويتحدث في هذا الأمر قبل الإرادة الملكية، فهو يستأذن الملك في إجراء تعديل، فإقالة الوزراء أو تعيينهم تحتاج إلى إرادة ملكية، لكن هذا لا يعفي رؤساء الحكومات من توضيح الأسباب وبشكل علني لاحقا.
أكثر ما نسمعه ونقرؤه في هذا الموضوع من أسباب هو أن رئيس الوزراء يريد فريقا منسجما ومتجانسا، وهذا جيد. فأين كان رئيس الوزراء حين اختار فريقه الوزاري عند تكليفه بتشكيل الوزارة؟! وكيف اختار تشكيلته التي تبين لاحقًا أنها غير منسجمة مع بعضها البعض، أو غير منسجمة مع عقليته ورؤيته وطريقة إدارته للأمور؟!
نعود للسؤال الأساسي والملحّ وهو: كيف تتشكل الحكومات قي البلد؟ وكيف يختار رئيس الحكومة فريقه الوزاري؟ وعلى أي أسس؟ وهل هناك جهات تفرض على رئيس الحكومة وزراء معينين، حتى يبقى الرئيس "حايص" إلى أن يجد فرصة للتخلص منهم؟