نَسَجَ الْبَديعُ فَرائِداً بِبَياني
فَأَثارَ حُسْنَاً كامِنَ الأَشْجانِ
كَالرَّوْضِ أَزْهَرَ بِالْحُروفِ مُباهِياً
أَذْكى الْكَلامَ بِرَوْعَةِ الْأَلْحانِ
قَوْلٌ حَكيمٌ بِالنُّهى مَتَقَلَّدٌ
هَلَّ الْقَصيدُ مُنَسَّقَ الْبُنْيانِ
مِئَةٌ سِمانٌ بارَكَتْ أَتْرابَها
مِئَةٌ تُفاخِرُ بِالْمَليكِ الْباني
قَدْ أَقْبَلَتْ بِالْبِشْرِ تُمْطِرُ لُؤْلُؤاً
نورٌ أَضاءَ مَواكِبَ الْفُرْسانِ
شُوسُ الْوَغى قادوا اللِّواءَ بِحِكْمَةٍ
في صَوْلَةِ الْأَبْطالِ عُلْوُ الشَّانِ
صِدْقُ الْوُعودِ مَآثِرٌ وَنَوافِلٌ
قَدْ جاءَ عَبْدُاللهِ بِالْبُرْهانِ
بِابْنِ الْهَواشِمِ عَمَّ بِرٌّ في الْوَرى
بِالْعَزْمِ عَمَّرَ جَنَّةَ الْأَكْوانِ
سِبْطٌ مِنَ الْأَشْرافِ فارِسُ قَوْمِهِ
ذا سادِنُ الْأَقْصى بِكُلِّ زَمانِ
يا سَيِّداً وَرِثَ الْأَصالَةَ عَنْ أَبٍ
وَالْجَدُّ سِبْطٌ ثائِرٌ مُتَفانِ
شَهْدٌ تَقَطَّرَ مِنْ عَرينِ جُدودِهِ
كَمْ شَرَّعَ الأَبْوابَ لِلضِّيفانِ
أُرْدُنُّ لِلْأَمْجادِ دُمْتَ مُخَلِّداً
أَرْضُ النَّشامى دُرَّةُ الأَوْطانِ
مَنْ مِثْلُهُ، بَلَغَ الذُّرى في طيبِهِ
أَلِقٌ بِتاجِ الْجودِ وَالإِحْسانِ
كَالْمِسْكِ في بُرْدِ الْأَطايِبِ فائِحٌ
عَبِقٌ بِعِطْرِ الْوَرْدِ وَالرَّيحانِ
قَدْ طِبْتَ يا أُرْدُنُّ حِلاًّ حانِياً
وَلِوُدِّكَ الْقاصي صَبَا وَالدَّاني
ماذا أَقولُ عَنِ الذُّرى فَدَمي لَها
وَالرُّوحُ تَوْأَمُ لَحْظِها الْفَتَّانِ
وَالْقَلْبُ يَخْفِقُ حينَ تَخْفِقُ رايَةٌ
بِالْعِزِّ تَسْمو، فَالْهَوى عَمَّاني
بَيْني وَبَيْنَكَ في الْمَحَبَّةِ رابِطٌ
أَنْتَ الدِّماءُ تَسيرُ في الشِّرْيانِ
يا صاحِ غُضَّ عَنِ الْحَياةِ وَلَهْوِها
إنَّ الزَّمانَ مُخادِعٌ لِلْفاني
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ في الْحَياةِ مُسافِرٌ
فَاعْمَلْ لِآخِرَةٍ تَكُنْ بِأَمانِ
ما ضاقَ صَدْرٌ لِلدُّعاءِ مُلازِمٌ
فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ تَنْجُ بِالْغُفْرانِ
وَارْجُ الْإِلهَ تَنَلْ رِضاً وَمَوَدَّةً
وَالْجَأْ لَهُ في السِّرِّ وَالْإِعْلانِ
فَبِكُلِّ آلاءٍ يَجودُ لُجَيْنُهُ
حُسْنُ الشَّمائِلِ شيمَةُ الدَّيَّانِ