العلاقة بين نجاح المؤسسة وبين نجاح الموظفين هي علاقة تبادلية لها دعائمها ومرتكزاتها، ولكن يبقى الموظف هو صاحب القيمة الأكبر في معادلة النجاح، ونجاح أي مؤسسة او شركة يعتمد على معادلة مهمة وهي إسعاد العاملين واشباع رغباتهم الوظيفية من خلال ظروف واحوال المكان ونظافته، وتأمين الخدمة اللائقة له من حيث متطلبات حاجاته اليومية التي تسانده القيام بالعمل بشكل أفضل والأهم عدالة وتساوي الدخل الوظيفي بين كل المؤسسات، وهنا يبرز دور الموظف في أنه حجر الزاوية لتطبيق الفكر القيادي فيصبح واقعاً وسلوكاً لدى الاشخاص وبالتالي تصبح المؤسسة قيادية وريادية.
ان نجاح القيادية والريادية للمؤسسات والشركات يعتمد على مدى تفاعل الموظف مع حسن الاداء وامام الادوار وتوزيعها للجميع بعدالة، وذلك على أساس أن الكفاءة هي الاصل بذلك، الى جانب الأمانة والثقة والتي تؤدي حتماً الى معالجة أي خلل وعدم ترحيله الى الغير. وهذا كله يؤدي الى مصداقية المؤسسة وسلامتها وشفافيتها لصناعة طريق النجاح لها وللعاملين.
نحن نعلم أن النجاح هو حلم وطموح لكل انسان ويتمثل بأن يحقق الإنسان ما يصبو إليه مهما كان قريباً أو بعيداً، صغيراً كبيراً، خاصاً أو عاماً، وهو غالباً مرتبط بأهداف محددة واضحة، وظروف ان لم تكن متهيئة لا يمكن ان ينول النجاح أو حتى يقترب منه، لهذا نحن لا نرى ثقافة النجاح، ولكن نرى ثقافة التنافس، أو النجاح الفردي على حساب النجاح الجماعي المؤسسي، وعليه يجب هنا على الدولة وبكل أذرعها ضرورة العمل على صناعة وبناء اليات الايمان بثقافة النجاح المؤسسي الذي يمثل الأرضية الصلبة لأي تطور وإصلاح، فلن يؤثر النجاح الشخصي أو التنافسية الحميدة على الوصول الى نجاح المؤسسة الذي هو نجاح وطن، والوطن كما نؤمن باق والاشخاص ذاهبون.
ونجاح المؤسسات الوطنية هو نجاح دهر بينما النجاح الفردي مرحلي، وكما أسلفنا سابقا لا نجاح مؤسسي بدون نجاحات فردية تكون باتجاه نجاح المؤسسة وليس انانية نجاح لا قيمة لها، لذلك المسؤولية تقع على الدولة بنشر ثقافة النجاح الجمعي من خلال كل الوسائل والمؤسسات نفسها ليصبح الاداء والعمل في كل الوطن تشارك من أجل نجاح الجميع.