هل ما حدث في اقطار العرب من زلازل ستصل ارتداداتها الاهتزازية إلينا ام اننا محصنون ونرتكز على ارض ثابتة؟ هل نحن شعب مختلف؟ هل حقيقة لدينا نظام مختلف ؟هل قضيتنا مختلفة؟ هل يمر الربيع العربي دون ان يزهر عندنا؟
نعم أزعم اننا في الاردن نختلف شعبا ونظاما وذلك لسببين رئيسين:
* ان شعبنا بكل فئاته يجمع على ان اننا نريد الاصلاح بوجود النظام ومشاركته ونعتبره ركيزة اساسية في استقرارنا الوطني والاجتماعي بينما شعوبا عربية اخرى رأت أن الاصلاح يبدأ بزوال النظام ولا يمكن بحال التعايش معه.
* ان نظامنا يختلف من حيث انه كان الاقرب لشعبه وكان الاكثر تسامحا والاكثر مرونة في التعامل مع المعارضة والاهم من هذا انه رصد بدقة ما يجري حوله من تغيرات على مستوى العالم وتكيف معها وبدا الاصلاح ذاتيا ومنذ زمن ومن تلقاء نفسه .
لم اتي بشي جديد او غير بدهي لكن القفز فوق البدهيات كثيرا ما يجعلنا كمن يقفز في الهواء دون مراعاة لمخاطر او عواقب قد تجعل النتائج غير مأمونة.
ولعلنا نذكر جميعا كيف ان النظام قبل نحو ربع قرن وفي عز الانقلاب على مستوى العالم عندما انهار القطب الاخر مرة واحدة وبدأ الحديث عن العولمة كيف استجاب النظام بتغييرات هامة حيث استعاد العمل البرلماني واجرى انتخابات حرة ونزيهة لم يتكرر مثلها حتى الان وكانت هناك حكومة شارك بها الاسلاميون والغى قانون الطوارئ الذي ما زالت ترزح تحت سطوته بعض الشعوب العربية حتى الان ولم يفطن الحكام لإلغائه الا عندما وقعوا تحت تأثير التغيير الحتمي بل أن الملك الراحل- رحمه الله- سبق الجميع في الحديث عن الملكية الدستورية عندما قال ذات مرة أننا نامل في الاردن ان نصل الى الملكية الدستورية كما في بريطانيا وغيرها وقد شكا-في ذات الوقت- من اننا لا يجب ان نتوقع من الملك ان يحل لنا كل مشاكلنا على اعتبار أن النظام هو دائما اشمل من رأس النظام والعائلة المالكة .
لقد كان كثير من العرب يأخذ على النظام الاردني انه يتقرب من الغرب وانه يعمل دائما مع القوى العظمى من اجل مصلحة بلده وسعى مبكرا لتحقيق السلام في المنطقة ليثبت فيما بعد ان نهجه كان هو الصحيح وليتبعه كل العرب في اختيار طريق السلام والتنافس على الشراكة مع الغرب .
لقد كان كل الحكام العرب يتعرضون للضغوط الشديدة من اجل التغيير والاصلاح بينما النظام الاردني وبذكاء لافت كان يبدو انه يستبق الضغوط بان يسعى للتغيير الذاتي الايجابي وبالتالي لا يشعر بحرج الأخرين.
ولكن هل هذا يعني اننا نعيش في الاردن في جزيرة معزولة عن محيطنا العربي لديهم كل المشاكل والهموم ونحن في الاردن شعبا ونظاما نعيش في اسعد حال الفساد لديهم يعم ويطم ونحن بحمد الله ليس لدينا فساد وفاسدين أو اننا قطعنا رؤوسهم منذ حين بالطبع ان الامر ليس كذلك ان لدينا ما لديهم والناس ضاقت بها الحال وانتشر الفساد وعاث المفسدون في الارض.
فإذا سلمنا واتفقنا على اننا نختلف عن غيرنا جهة هذه البدهيات التي ذكرتها فلماذا لا يكون لنا نموذجا مختلفا ايضا في التغيير والاصلاح يكون من خلال الحوار الوطني البناء البعيد عن الاعتصامات اليومية والتقابل في الشوارع واغلاق الدوارات والتأثير على ارزاق الناس واشغال اجهزة الدولة خاصة الامنية منها لأن هذا من شانه أن يزيد الاحتقان بين الناس ويسحبنا الى مالا تحمد عقباه.
ما اريد ان اصل اليه هو اننا إذا كنا كما زعمت سابقا نختلف عمن يجاورنا فعلينا ان نبدع نموذجنا الاردني الخالص الخاص بنا في التغيير الذي يحقق لنا ما نصبوا اليه من اصلاح ومحاربة الفساد وحرية مسئولة دون أن يسفك دم اردني او ان ندمر أو نكسر فليكن التغيير عندنا يمر من قناة الحوار الجاد المسئول والمعارضة الوطنية البناءة على طاولة المفاوضات التي نلتقي حولها لنتباحث كيف نصل ببلدنا إلى بر الامان.
واقول أيضا اننا كأردنيين لا يمكن لنا ان نرضى ان مقابل ما نعيشه من امن واستقرار نتفاخر به جميعا نسكت على الفساد والمفسدين لأننا لا نتخلى عن حق مقابل الحصول على حق أخر أو السكوت عن كل ما يعكر علينا صفونا في هذا البلد ولن نرضى ان يتجاوز احد حدود ملعبنا الاردني وشروطه وقوانينه ولا يمكن بحال ان نتقي عضي الافاعي كي ننام فوق العقارب.
حمى الله الاردن وطنا وشعبا وملك .وشكرا
منصور محمد هزايمه الدوحة – قطر
نعم أزعم اننا في الاردن نختلف شعبا ونظاما وذلك لسببين رئيسين:
* ان شعبنا بكل فئاته يجمع على ان اننا نريد الاصلاح بوجود النظام ومشاركته ونعتبره ركيزة اساسية في استقرارنا الوطني والاجتماعي بينما شعوبا عربية اخرى رأت أن الاصلاح يبدأ بزوال النظام ولا يمكن بحال التعايش معه.
* ان نظامنا يختلف من حيث انه كان الاقرب لشعبه وكان الاكثر تسامحا والاكثر مرونة في التعامل مع المعارضة والاهم من هذا انه رصد بدقة ما يجري حوله من تغيرات على مستوى العالم وتكيف معها وبدا الاصلاح ذاتيا ومنذ زمن ومن تلقاء نفسه .
لم اتي بشي جديد او غير بدهي لكن القفز فوق البدهيات كثيرا ما يجعلنا كمن يقفز في الهواء دون مراعاة لمخاطر او عواقب قد تجعل النتائج غير مأمونة.
ولعلنا نذكر جميعا كيف ان النظام قبل نحو ربع قرن وفي عز الانقلاب على مستوى العالم عندما انهار القطب الاخر مرة واحدة وبدأ الحديث عن العولمة كيف استجاب النظام بتغييرات هامة حيث استعاد العمل البرلماني واجرى انتخابات حرة ونزيهة لم يتكرر مثلها حتى الان وكانت هناك حكومة شارك بها الاسلاميون والغى قانون الطوارئ الذي ما زالت ترزح تحت سطوته بعض الشعوب العربية حتى الان ولم يفطن الحكام لإلغائه الا عندما وقعوا تحت تأثير التغيير الحتمي بل أن الملك الراحل- رحمه الله- سبق الجميع في الحديث عن الملكية الدستورية عندما قال ذات مرة أننا نامل في الاردن ان نصل الى الملكية الدستورية كما في بريطانيا وغيرها وقد شكا-في ذات الوقت- من اننا لا يجب ان نتوقع من الملك ان يحل لنا كل مشاكلنا على اعتبار أن النظام هو دائما اشمل من رأس النظام والعائلة المالكة .
لقد كان كثير من العرب يأخذ على النظام الاردني انه يتقرب من الغرب وانه يعمل دائما مع القوى العظمى من اجل مصلحة بلده وسعى مبكرا لتحقيق السلام في المنطقة ليثبت فيما بعد ان نهجه كان هو الصحيح وليتبعه كل العرب في اختيار طريق السلام والتنافس على الشراكة مع الغرب .
لقد كان كل الحكام العرب يتعرضون للضغوط الشديدة من اجل التغيير والاصلاح بينما النظام الاردني وبذكاء لافت كان يبدو انه يستبق الضغوط بان يسعى للتغيير الذاتي الايجابي وبالتالي لا يشعر بحرج الأخرين.
ولكن هل هذا يعني اننا نعيش في الاردن في جزيرة معزولة عن محيطنا العربي لديهم كل المشاكل والهموم ونحن في الاردن شعبا ونظاما نعيش في اسعد حال الفساد لديهم يعم ويطم ونحن بحمد الله ليس لدينا فساد وفاسدين أو اننا قطعنا رؤوسهم منذ حين بالطبع ان الامر ليس كذلك ان لدينا ما لديهم والناس ضاقت بها الحال وانتشر الفساد وعاث المفسدون في الارض.
فإذا سلمنا واتفقنا على اننا نختلف عن غيرنا جهة هذه البدهيات التي ذكرتها فلماذا لا يكون لنا نموذجا مختلفا ايضا في التغيير والاصلاح يكون من خلال الحوار الوطني البناء البعيد عن الاعتصامات اليومية والتقابل في الشوارع واغلاق الدوارات والتأثير على ارزاق الناس واشغال اجهزة الدولة خاصة الامنية منها لأن هذا من شانه أن يزيد الاحتقان بين الناس ويسحبنا الى مالا تحمد عقباه.
ما اريد ان اصل اليه هو اننا إذا كنا كما زعمت سابقا نختلف عمن يجاورنا فعلينا ان نبدع نموذجنا الاردني الخالص الخاص بنا في التغيير الذي يحقق لنا ما نصبوا اليه من اصلاح ومحاربة الفساد وحرية مسئولة دون أن يسفك دم اردني او ان ندمر أو نكسر فليكن التغيير عندنا يمر من قناة الحوار الجاد المسئول والمعارضة الوطنية البناءة على طاولة المفاوضات التي نلتقي حولها لنتباحث كيف نصل ببلدنا إلى بر الامان.
واقول أيضا اننا كأردنيين لا يمكن لنا ان نرضى ان مقابل ما نعيشه من امن واستقرار نتفاخر به جميعا نسكت على الفساد والمفسدين لأننا لا نتخلى عن حق مقابل الحصول على حق أخر أو السكوت عن كل ما يعكر علينا صفونا في هذا البلد ولن نرضى ان يتجاوز احد حدود ملعبنا الاردني وشروطه وقوانينه ولا يمكن بحال ان نتقي عضي الافاعي كي ننام فوق العقارب.
حمى الله الاردن وطنا وشعبا وملك .وشكرا
منصور محمد هزايمه الدوحة – قطر