السياسة والكذب

السياسة والكذب
طارق الشناوي
أخبار البلد -  

صبح مصطلح "السياسية" مصطلحاً ملوثاً, بفعل الممارسة الخاطئة لجمهور غالب من السياسيين في المرتبة الأولى, وربما التلوث الأكبر كان بسبب الفهم الخاطئ لمفهوم السياسة ومضامينها الحقيقية لدى الأجيال الجديدة.

السياسة في الأصل مصطلح عربي صميم أصلاً وفرعاً ومضموناً, فهي مشتقة من فعل (ساس) (يسوس), وهي بمعنى حسن التدبير والقيام على الشيء بما يصلحه, وسائس الخيل هو القادر على ترويضها وجعلها قادرة على ممارسة دورها وما أعدت له بكفاءة, وساس القوم بمعنى أحسن قيادتهم.

لكن خرجت علينا علومٌ حديثة للسياسة, حاولت تجريدها من القيم النبيلة ومن الخلق ومن الدين, بحيث أصبح التعريف العام للسياسة (فن الممكن), كل ما يمكنك فعله من أجل تحصيل هدفك وغايتك, من دون النظر إلى خلق أو دين أو رادع من ضمير, وهذا ما حاول ميكافيلي, في كتابه المعروف "الأمير" أن يضع مفهوم السياسة, وتتلمذ على يديه مجموعة كبيرة من دهاقنة السياسة في العالم, منظرين وممارسين.

ولذلك أصبح الكذب لوناً من ألوان السياسة, إذ لا يستطيع السياسي الاستغناء عن الكذب; من أجل تسيير أموره بسلاسة وبعدد أقل من المشاكل والصعوبات, ولذلك بحسب هذا المفهوم لم يعد الكذب عيباً أو حراماً على (السائس), بل ربما يكون من أهم متطلبات مهنة السياسة في العصر الحديث, مصداقاً للمثل العامّي القائل:"الكذب ملح الرجال".

وأصبح تعدد الوجوه والخطاب بأكثر من لسان, ومخاطبة كل جهة بلسان, ومقابلة كل فئة بوجه, من متطلبات العمل السياسي كذلك, إلى درجة أنّ بعضهم يعتبر السياسة فنا من فنون التمثيل, بمعنى أنّ السياسي ينبغي أن يكون قادراً على تقمص الأدوار, وقادراً على الخروج على العامة بلغاتٍ عديدة وأشكال كثيرة من أجل إرضاء جميع الأذواق, وتلبية جميع الرغبات.

ومن خلال هذا المفهوم يتحدث كثيرون عن وجوب إبعاد الدين عن السياسة; لأنّ ذلك مدعاةٌ حسب رأيهم لتوليث الدين بآلاعيب السياسة ومخادعة السياسيين, وهناك قومٌ يذهبون إلى عدم إدخال الذين في السياسة من أجل أهداف أخرى تقوم على منع استغلال أثر الفتوى والتدين في ممارسة الناس السياسية.

السياسة في الفكر الإسلامي علمٌ شريف وعملٌ نبيل شكلاً ومضموناً, غايةً وهدفاً وفعلاً وممارسةً, ولذلك يقول الإمام الغزالي رحمه الله: السياسة أشرف علوم الدين, ويقول ابن عقيل الحنبلي: السياسي ما كان الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد.

واستقر التعريف العام الجامع لمصطلح السياسة في الشرع: كل ما يصدر عن وليّ الأمر من أوامر وأفعال تحقق مصالح العباد في الدنيا والآخرة.

ولا تتحقق مصالح العباد بالكذب والخداع, وإجادة فنّ التمثيل وتعدد الوجوه, والقدرة على خداع الجماهير, بل إنّ جوهر السياسة أن يصدق الرائد أهله, وأن يمحضهم النصح, ويرشدهم إلى الحقّ, ويكشف الزيف ويحارب النفاق والمنافقين, ويقطع ألسنة الكذابين, فالقائد لا يستخدم الكذب ولا يلجأ إلى الكذب ولا يضطر إليه مهما كانت الظروف; لأنّ الكذب يهدم القيم, ويفسد المعاملات, ويحطّم العهود, ويؤدي إلى انهيار الحياة.

السياسة في الإسلام أمانة وصدق وإخلاص, وطهر ووضوح وجرأة في قول الحق, وبعد عن التزوير وبعد عن اللف والدوران, والسياسي البارع الذي يكشف الكذب ويحاربه, والقادر على استخراج الحقيقة وتجليتها; من أجل صناعة الثقة بين القائد والشعب, ولذلك ورد في الأثر أنّ المؤمن يقتل ويزني ويخطئ, ولكن المؤمن لا يكذب; لأنّ الله لعن الكذابين ولعن المنافقين, ولعن شهادة الزور, ولعن ذا الوجهين, ولعن نقض العهد والإخلاف بالوعد.0
شريط الأخبار إسرائيل تقصف 100 موقع بلبنان في ثاني موجة ضربات خلال ساعات تفاصيل جديدة حول جريمة قتل شاب والدته وشقيقته في الأردن جمعية البنوك توضح حول انعكاس تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين منتدى الاستراتيجيات يدعو لإعادة النظر في الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية الأردن: إرسال من 120 إلى 140 شاحنة مساعدات أسبوعيا لغزة وسعي لرفع العدد هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4 استقاله علاء البطاينة من مجلس أدارة البنك العربي طقس بارد نسبياً ليلاً وفي الصباح الباكر مع ظهور السحب المنخفضة في عطلة نهاية الأسبوع التعليم العالي: نتائج القبول الموحد نهاية الشهر الحالي الحكومة تطفي ديونا بقيمة 2.425 مليار دينار منذ بداية العام الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الخميس ما قصة حركات بيع وشراء اسهم الاردنية لانتاج الادوية بين اعضاء مجلس الادارة ؟! الوزير خالد البكار.. "تقدم" نحو لقب "معالي" هل باع محمد المومني ميثاق من أجل لقب "معالي"؟!