اخبار البلد ـ لا شك أن العلاقات الأمريكية - «الإسرائيلية» مرت بفترة متانة وازدهار في ظل ادارة ترامب وتغلغل اللوبي الصهيوني في هذه الاداره لحد توجيه ورسم السياسات بما يخدم أهداف المشروع التوسعي الصهيوني ، فبعد فتره عصيبة من العلاقة الصعبة بسبب تصلب مواقف الصهاينة من بناء المستوطنات ومن عملية السلام في الشرق الأوسط.
تم تحقيق انجازات مهمة في ظل إدارة ترامب تمثلت في الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة الامريكيه للقدس ووقف دعم الاونروا وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ومحاولات تمرير صفقة القرن والسماح بتصدير منتجات المستوطنات وإضفاء شرعية على الاستيطان والاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على هضبة الجولان السوري المحتل
كل ذلك بفضل التغلغل للوبي الصهيوني في إدارة ترامب وإملاء القرارات لصالح إسرائيل ورأى محللون أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية متينة جداً، بسبب التحالف الاستراتيجي التاريخي بين إدارة ترامب ونتنياهو ، وضعف المنظومة العربية.
وفي حقيقة الأمر بالنظر إلى تاريخ وطبيعة العلاقة بين الكيانين الامريكي والصهيوني يصعب القول بأن العلاقة تمر من عنق الزجاجة أو ما شاكل، فمنذ الإعلان عن «قيام الكيان الصهيوني» كان الدعم الأمريكي للصهاينة غير مشروط حتى في أحلك الفترات وفي ظل ما سمي «الحرب الباردة» ويكفي أن نلقي نظرة على بعض المعطيات والأرقام والوقائع ليتأكد لدينا ذلك. فقد وصلت قيمة المساعدات الأمريكية لـ»إسرائيل» حتى عام 2008 حدود 101 مليار دولار سنوياً، وفي ظل اوباما 33 مليار دولار وفي ظل ترامب حدث ولاحرج شيك على بياض واستعملت أمريكا حقها في النقض بمجلس الأمن الدولي أكثر من 45 مرة لصالح «إسرائيل» أو ضد قرارات تدينها.
لكننا إذا نظرنا إلى حجم التهديد الذي بدأت تشكله حماقات الإدارة الصهيونية وخاصة في ظل نتنياهو على مصالح العم سام في المنطقة، وشعور ادارة بايدن حتى قبل تسلم بايدن لدفة الحكم بفقدان التحكم والسيطرة في المارد الصهيوني ومحاولة نتنياهو إثبات الذات وسعيه بتحقيق تقدم على مستوى ملف الشرق الأوسط بعد أن فشلت فشلاً ذريعاً في العديد من الملفات في المنطقة ، والبطء الشديد في تحقيق أي انجاز اقتصادي واجتماعي داخلياً، بسبب تداعيات كورونا هذا الاستعلاء الإسرائيلي والإهانة التي توجهها الى الأميركيين غير ما مرة، وعلى رأس تلك الاستهانة لادارة بايدن الاستمرار في بناء المستوطنات رغم محاولات الفرملة الأمريكية لادارة بايدن قبل تسلمها الحكم ، لا يمكن للاداره الأمريكية الجديدة أن تبتلع مثل هذه الإهانة بهذه السهولة، فالعلاقات بين الدول تشبه إلى حد بعيد العلاقات بين الأشخاص وما يسري عليها يسري على العلاقة بين الدول والحكومات.
وعلى ضوء ما سبق، نتساءل هل حقاً ستمر العلاقة بأزمة هذه الأيام بسبب المستوطنات والوضع في فلسطين؟ وهل تمارس: الدولتان «سياسة لَيّ الذراع: بين إدارة فتية غارقة في أزماتها التي خلفها ترامب حيث تحاول إدارة بايدن التقاط أنفاسها للخروج من تلك الأزمات التي وضعها ترامب في طريق بايدن
هذه الضغوط التي يمارسها اللوبي الصهيوني ؟ هل في استطاعة أمريكا اتخاذ خطوات للجم الصهاينة؟ وهل فقدت أمريكا السيطرة على صنيعتها في المنطقة؟ وهل بلغ «اللوبي الإسرائيلي» من القوة أن يعلن عن استئناف بناء المستوطنات بأسلوب فج واستعراضي محرج لأمريكا؟
كل هذه الأسئلة مهمة وملحة لكن السؤال الأكثر جوهرية وعمقاً والذي يشكل -في نظرنا- المفتاح لفهم هذه العلاقة في بعدها الاستراتيجي، والذي تمكننا الإجابة الصحيحة عنه من فهم طبيعة العلاقة غير العادية بين الكيانين وبالتالي امتلاك أدوات قد تمكننا مستقبلاً من تقويض هذه العلاقة ومحاصرة «إسرائيل» هو: لماذا تدعم أمريكا «إسرائيل» بهذا الشكل؟ أو كما سبق وان قال محمد حسنين هيكل هو كيف تكون مصالح الولايات المتحدة الأمريكية جميعها في حوزة العرب من المواقع إلى الموارد ثم تكون سياستها كلها ضد العرب؟