الانتخابات الاسرائيلية الرابعة في تاريخ إنشاء الكيان الإسرائيلي في اقل من سنتين ، تعد استثنائية بكل المقاييس وقد غاب عن هذه الانتخابات قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كأولوية ، وباتت القضايا الداخلية التي يعاني منها الاحتلال تكتسب أهمية واولوية على ما عداها وخاصة تداعيات أزمة تفشي فيروس كورونا ، وان كان الاستيطان والتوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي ضمن الاهتمامات وبات أمر وبديهي لدى كافة الأحزاب الصهيونية ، وفي هذا « قالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، إن الحملة الانتخابية الإسرائيلية الجديدة لعام 2021، ستكون استثنائية، ليس لأنه فقط للمرة الأولى التي ستشهد فيها إسرائيل انتخابات رابعة خلال عامين دون أن يتمكن أي شخص من تشكيل حكومة مستقرة بينهما، ولكن لأنها المرة الأولى منذ عقود لن يحتل فيها الصراع مع الفلسطينيين الأولوية بالنسبة للأحزاب المتنافسة».
برأي كتاب ومحللين إسرائيليين .، فإن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بات أقل أهمية بالنسبة للحملة الانتخابية الجديدة، وأن الأحزاب الإسرائيلية تركز حاليًا على قضايا أخرى وجديدة، مثل الأزمة الصحية والاقتصادية والخلافات الداخلية في إسرائيل. وأن الخطوط التقليدية لليمين واليسار باتت غير واضحة، وهناك انقسام سياسي كبير داخل الأحزاب نفسها وفيما بينها. وفيما تشير تقارير إلى أن بنيامين نتنياهو زعيم الليكود سيظل اللاعب الرئيس في الساحة، لكنه لم يعد اللاعب الوحيد المحتمل أن يفوز برئاسة الوزراء.
وأشارت « صحيفة إسرائيل هيوم في تقرير مطول لمحات عن البرامج الانتخابية للأحزاب المختلفة وتركيزها على القضايا المتعلقة بالأزمة الصحة نتيجة انتشار فيروس كورونا، وقضايا اقتصادية واجتماعية، فيما ستكون السياسية وخاصةً الصراع مع الفلسطينيين آخر اهتمامات تلك الأحزاب كما يظهر من برامجها الانتخابية.
تستغل حكومة الاحتلال الصهيونية الانتخابات ونهاية فترة حكم ترامب ، وتسعى إلى بناء 850 وحدة استيطانية بالضفة الغربية المحتلة، حيث سيتم المصادقة عليها قبل أيام من مراسيم دخول الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، إلى البيت الأبيض. ،وترجح التقديرات الإسرائيلية أنه ولاية بايدن قد تشهد تجميد للبناء والتوسع الاستيطاني، وذلك على غرار ولاية الرئيس الأميركي السابق، بارك أوباما.
ويتعزز الاعتقاد الإسرائيلي أن إدارة بادين لن تسمح على الأرجح بالبناء في المستوطنات بالقدر الذي سمحت به إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وبالتالي تحاول الحكومة الإسرائيلية حاليا كسب ما هو ممكن وفرض الأمر الواقع حتى تبدل الإدارة الأميركية في 20 كانون الثاني/ يناير 2021.
يذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية أفادت مساء أمس الأحد، بأن وزير الأمن غانتس قرر عدم إضفاء الشرعية في الوقت الحالي على الوضع القانوني لحوالي 46 بؤرة استيطانية مقامة على أراض بملكية خاصة للفلسطينيين في الضفة الغربية. وخلال مناقشات مع الطواقم المهنية في وزارة الأمن، قرر غانتس أن عملية شرعنة وتسوية البؤر الاستيطانية سيتم الشروع بها فقط في حال تكثيف الرقابة على البناء غير المرخص ما وراء الخط الأخضر، وسيتم تخصيص الأدوات والمعايير للإدارة المدنية للقيام بذلك.
الصراع الذي تشهده إسرائيل هو ألسمه البارزة ، وتتفاوت تحليلات المعلقين الإسرائيليين حول هذه الانتخابات، والمشترك في تقديراتهم أن مهمة نتنياهو في البقاء في الحكم هذه المرة أصعب نظرا للتمرد عليه داخل الليكود وداخل معسكر اليمين، خاصة بعد طرح غدعون ساعر نفسه واستقطابه عددا من نواب الليكود ونواب أزرق أبيض ممن انشقوا عن الحزبين.
ويبقى سؤال الأسئلة هل تكون «الرابعة قابعة» لنتنياهو؟ المؤكد أنها معركة تبدو مصيرية أكثر من كل الجولات السابقة بالنسبة له، وهو الذي تولى رئاسة الوزراء للمرة الأولى بعد تفوقه على مرشح حزب «العمل» شيمون بيريز عام 1996 بعد شهور من اغتيال سابقه رئيس الوزراء اسحق رابين على يد متطرف، احتجاجا على توقيع اتفاق أوسلو في 1993.