اخبار البلد - قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة خلال اللقاء التاسع والستين للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الذي عقد أمس الأحد 27 كانون الاول/ ديسمبر الحالي ، بحضور سمو الأمير الحسن، وسمو الأميرة سمية بنت الحسن، عبر تقنية الاتصال المرئي: "لا بد لنا خاصة أننا على أبواب الاحتفال بالمئوية الثانية للدولة من التركيز على تبني المعرفة في عملية صنع القرار، ورسم السياسات التي تتطلب معلومات دقيقة وموثوقة للواقع المجتمعي".
لا يمكن القفز على هذا التصريح، كما لا يمكن تجاهل المناسبة والمكان والحضور، فهل حدد رئيس الوزراء بالفعل خطة عمله، وكشف عن ملامح برنامج حكومته بالقول إنه سيتبنى المعرفة في عملية صنع القرار؟ وهل سنجد هذه المفردات في خطاب حكومته التي ستخضع لطرح الثقة قريبًا من قبل "النواب"؟
فتصريح رئيس الوزراء بشر الخصاونة وللوهلة الاولى يوحي بأنه قدم ولأول مرة منهجية عمل وملامح خطة وشعار مرحلة ستصبغ فترة توليه رئاسة الوزراء، فهو التصريح الأهم منذ توليه رئاسة الوزراء من على منبر علمي وبحضور الامير الحسن.
فعلى مدى شهرين انشغلت الحكومة بـ"كورونا" والانتخابات، واشياء اخرى كملف نقابة المعلمين وملف المحامين، ودخلت في اشتباك ومناوشة مع الصحفيين، فضلًا عن حوارات متوترة -أيضًا- مع الغرف التجارية والصناعية الى حد ما، فهل تكون تصريحات الخصاونة بداية لفصل جديد، بداية فعلية يمكن من خلالها محاسبة الوزارة، أم إن الملفات المتراكمة خلال الشهور القليلة الماضية تلقي بظلالها على علاقة رئيس الوزراء بالحكومة والشارع؟
الحكومة أمام تحديات حقيقية؛ فتبني المعرفة في عملية صنع القرار شعار مهم وقوي في دلالته، خصوصًا إذا وجد طريقه الى برنامج الحكومة؛ فهو مفتاح لمعالجة الكثير من المشاكل والازمات بشكل يسهم في تراجع حدتها، واحتواء آثارها وتفاعلاتها الاقتصادية والاجتماعية؛ حيث إن المنهجية المقترحة تفترض التركيز على خطة عمل جوهرها الاكتفاء الذاتي، ما يعني الحاجة الى تنمية وتفعيل كافة الطاقات الوطنية، وإشراكها في مشروع التنمية والتعافي الاقتصادي في ظل موازنة تعاني الكثير من الضغوط التي تخفي خلفها المفاجآت المرتبطة بوباء "كورونا"، واضطرابات النظام الاقتصادي العالمي.
صنع القرار المبني على المعرفة منهجية جميلة تتطلب الشراكة والانفتاح؛ ذلك أن التسلح بالمعرفة منهجية ستُنشئ وتُطور صنفًا من المسؤولين في مواقع المسؤولية وعلى الجانبين كما قال الزميل فهد الخيطان في مقالته الدقيقة والرائعة يوم امس، المُعنونة بـ"كيف نعبر بالأردن المرحلة الصعبة؟"