الحبّ القديم

الحبّ القديم
أخبار البلد -  
اخبار البلد ـ لم يعد ثمة، الآن، من يرتبك.

من يخجل ومن يصاب جبينه بالعرق إن مسّته كفّ امرأة!
ذلك العاشق القديم لم يعد.
الذي كان يدور في الشتاء على الأرصفة يدندن باسم الحبيبة كاللحن المدوزن.. اختفى!
العاشق الذي يبات يهذي بعبارة الرضا المتلعثمة، سمعها من فتاة خجلى، فيحلم تلك الليلة أنه ينام في أرض خضراء على وسادة الغيم الطري!
ينهض في الفجر البارد، ليحلق ذقنه مرتين، ويلمع حذاءه مرتين، ويستعير ساعة والده، ويذهب للموعد الأول يؤخّر رجلاً ويقدم اثنتين!
العاشق الذي كان يمشي للمرأة الأولى كأنما يمشي للمرّة الأولى!
تصطاد درجات المطعم سذاجته فيكاد ينقلب على وجهه، يرتطم بطاولات كثيرة قبل أن تريحه يد النادل الى أي طاولة!
يدلق نصف العصير على شرشف الموعد الأول!
يختار كلمات الترحيب بالفتاة الذاهلة كأنما يتعرض لامتحان "الإنشاء”، ويروح يُعدّد أسماء الحب وأخلاقه الفاضلة!
العاشق الذي كان يرتبك.. اختفى.
وصار ينام ملء جفنيه.
الدهشة، أيضاً، اختفت.


لا يتكلف الفتى العاشق الآن أكثر من إصبع واثقة تتحرك على شاشة الهاتف الجوال كبهلوان!
أو إصبعين، إن برَّحه الهوى، فيطبع بأحرف لاتينية لغة ثالثة سريعة اقتضاها عصر الوجبات السريعة والعلاقات السريعة.
ويذهب "الايميل” وحده لا يحمل ورداً، ولا يدلق عصيراً ولا يتعثر بالدرج!
يقابل الفتى امرأته الآن على "الشات” وهو مسترخ في بيجاما النوم دون أن يحلق ذقنه!
والـ”كي بورد” كائن عملي لا يصاب بالحرج، ولا تحمر شاشته إن داهمها الخجل!


أصابع "العولمة” لا ترتبك.
والفتى لا يقف الآن على باب منزله تحت المطر الغزير، ينتظر ساعة أو اثنتين أو ثلاثاً حتى تمر بمريولها الأخضر المتردد وتأخذ وهي تتلفت رسالة أسال الشتاء وعرق الكف اللاهثة حبرها الأزرق!


لا أحد يسهر مُحملقاً في الجدار، الآن!
يبقى يتفكر حتى "الأذان” ما الذي سيقوله غداً!
فـ”الموبايل” رهن فكرته الشاردة، واقتراحه العاطفي.
لن يضرب بقبضة كفه على الحائط المجاور متسائلاً: "أتراها غضبت”؟
فها هي تسارعه بـ”الرسالة” وبـ”الصورة” فيبرد فحيح الترقب في عظام ساقيه!


لم يعد الآن من يخجل، ومن يرتبك.
الحب متوفر بكثرة والفتى العاشق يدلق عبارات الغزل على "الطابعة” وهو يُوقّع صفقة لتجارة الخشب!
لم يعد من يمرض ويصاب بالحُمّى لأنها غابت عن طريق المدرسة يومين متتاليين!


ويا للخسارة، لم يعد هناك من يحلق ذقنه مرتين!

 
شريط الأخبار أول سيارة طائرة في العالم تبدأ الإنتاج والسعر 300 ألف دولار صباح الفقر يا وطني لقطات صادمة ومقلقة لطفل مع المجرم الجنسي جيفري إبستين في وثائقه الحديثة (صور) 56 شركة تلجأ لقانون الإعسار منذ 2018 شتيوي: إعلان نتائج الحوار الوطني بشأن تعديلات قانون الضمان الاجتماعي في شباط فصل التيار الكهربائي عن مناطق في الأغوار الشمالية الأحد "لن يحدث شيء دون حماس".. خطة غزة "الأوضح" تشمل قطارات ومدارس ومستشفيات وساحلا فاخرا و"55 مليار دولار" القاضي: مواكبة الذكاء الاصطناعي تحظى باهتمام ملكي "هيئة الطاقة" تتلقى 1136 طلبا للحصول على تراخيص الشهر الماضي "البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية لتوريد البوتاس للأسواق العالمية هيئة الطاقة تتلقى 1136 طلبا للحصول على تراخيص الشهر الماضي للمرة الثانية نقابة استقدام العاملين تقاضي صحفياً بسبب اتهامات وافتراءات اضرت بسمعة الهيئة العامة العجلوني يقيم مأدبة غداء بمناسبة زفاف نجله المهندس زيد - صور تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار استقالة سامر الطيب المدير العام لشركة البترا للتعليم والاستثمار "جامعة البترا" تعيين السيد رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة السجن 17 سنة لرئيس وزراء باكستان السابق وزوجته في قضية فساد الاردن .. سنة سجن لأب وابنه سرقا (منهلا) وباعاه بـ 75 دينارا الضامنون العرب ترفع رأس مالها والختاتنة: عودتنا قوية رغم تحديات قطاع التأمين أسوأ سيناريو للأردن: كمين بعنوان «تقليص الضفة والضم معاً» وإنهاء حرب غزة مقابل «مغادرة السلطة»