ننظر حولنا فنجد كل شيء تغير حتى عزاءنا تغير واصبح بواسطة «الفيس بوك او الواتس اب» بطلب من اهل المتوفى كما ان الناس اصبحت لديهم ردة فعل فورية سريعة لتقديم واجب العزاء باقل من دقيقة بوجود وساىل التواصل الاجتماعي.
لنتساءل هل ان فيروس كورونا هو السبب في كل هذه التغيرات؟ ام اننا كنا مهيئين لذلك الامر؟ لما تحمله قلوبنا من هموم ثقيلة لم تعد لدينا القدرة على تحملها، قبل كورونا، الذي جاء ليكمل علينا ويقضي على الاشياء الجميلة من حولنا على الرغم من بساطتها وقلتها.
مجتمع مثقل بالهموم والمشاكل بكل انواعها تأتيه من كل حدب وصوب لا يستطيع ايقافها او تحديد اتجاهاتها ونقطة نهايتها، الا اللهم خط سيرها الذي يسير باستقامة وسرعة فائقة.
هموم اوقفت العقل عن التفكير مولدة حالة من اللامبالاة عند البعض لعدم قدرتهم على التماشي معها او ايجاد الحلول لها، مخلفة حالة من الضعف جعلتنا ننظر الى حياتنا بشكل يومي اي كل يوم بيومه دون تخطيط للمستقبل الذي اصبح مجهولا للجميع..
حتى سلوكياتنا اصبحت رهينة للخوف، يسيرها كما يشاء دون حول ولا قوة لدينا. وما علينا الا ان نتقبل الصفعات دون حيلة لدينا على مواجهتها او مقاومتها فوجدت طريقا سالكة الى دواخلنا دون مقاومة .
كل ما حولنا اصبح مرعبا ومخيفا، فلا الاوضاع الصحية جيدة فالمستشفيات تغص بمرضى كورونا وغير امنة ومهددة بالانهيار لا قدر الله.
والتعليم فقد قيمته بعد ان اصبح عن بعد حتى ان التوجيهي فقد بريقه وبهجته واصبح المعدل لا قيمة له في ظل نتائجه الخيالية ومحدودية المقاعد الجامعية .
فماذا ننتظر بعد والى ماذا ننظر ومن اين نأتي بالامل والصبر؟ الذي نفد من المجتمع نتيجة تراكمات طويلة وحياة ضنكى من الفقر والعوزة، والغريب في الامر حتى نستمر بالحد الادنى من العيش والحياة فان ذلك يتطلب اوضاعا اقتصادية مقبولة و دخلا ماديا لنتمكن من مواصلة التعليم لابنائنا ومعالجة مرضانا وشراء الادوية اللازمة لهم.
كل امر او قضية في حياتنا لها فاتورة على الجميع دفعها دون تاخير او تاجيل سواء فاتورة الكهرباء او المياه او المحروقات او الاقساط البنكية .
لان المادة هي المحرك الرئيسي لمواصلة الحياة، لكنها للاسف مفقودة والحصول على دنانير قليلة صعب وشبه مستحيل، في ظل محدودية الموارد وقلة فرص العمل وفقدان المزيد من ابنائنا لاعمالهم ومصادر دخلهم، مع انشغال الحكومة في معالجة ملف واحد دون النظر الى الملفات الاخرى التي لا تقل اهمية عن الاول، وما زال مسلسل اغلاق القطاعات مستمرا، دون وجود اي حلول او حتى امل منظور للخروج من ازمتنا التي طالت واصابت كل تفاصيل حياتنا.
و اصبحنا عاجزين عن ايجاد حلول بسيطة لبعض القطاعات التي لا تتطلب تكاليف كبيرة، فعلى الناس والمواطنين بان يحلوا قضاياهم بانفسهم وان يجدوا حلولا لمشاكلهم تطبيقا للمثل القائل «قلع شوكك بأيدك».