السؤال الأكثر إلحاحاً ما هو مصير الديموقراطية الليبرالية باعتبارها هي الفكرة الحضارية التي تفتخر بها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً ؟ أليس من الغريب والمضحك أن نسمع ونشاهد ونقرأ عن مهد الديموقراطية وقعرها ، سرقة الأصوات ، فساد الإنتخابات والغش ، فساد النظام والإحتيال ، وغيرها من قيم التخلف والرجعية ، كل ذلك يجري في الولايات المتحدة الأمريكية وليس في دولة أفريقية أو آسيوية أو غيرها من الدول التي تنتسب الى ما يسمى بالعالم الثالث !
والسؤال المهم الآخر هو ؛ هل يحق للولايات المتحدة أن تجعل من نفسها بعد ذلك الأب الديموقراطي والأم الليبرالية لدول العالم ، وتسعى لفرضه على الشعوب والأمم بالترغيب والترهيب ، كل ذلك بإسم الديموقراطية والقيم الليبرالية والإنتخابات وغيرها من المفاهيم التي يُتشدق بها !
إن الولايات المتحدة المريكية باعتبارها حاملة لواء الديموقراطية والليبرالية للعالم ، والذي صدرّه منظّروها ومفكروها ، على أنه آخر ثمار الفكر الإنساني وخاتمة تفكيرهم وكمالهم وسعادتهم ، وأن البشر يعيشون في ظل إطروحة الديموقراطية الليبرالية نهاية التأريخ ! فهل هذا النظام الفاسد والمنخور والمترهل إجتماعياً وقيمياً كما يقول الرئيس الأمريكي الحالي هو نهاية التأريخ ؟
إن المتأمل في الأوضاع المختلفة التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً ، وما آلت اليه الأوضاع الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والأخلاقية لا سيّما في فترة إنتشار وباء كورونا ، فإن هناك مشهد جديد تشي ملامحه بمرحلة جديدة ، يسير فيها على سكة الإنحدار والهبوط ، وربما هذه بداية والقادم سيكون أكثر وضوحاً وجلاء