يَسْتَغْرِبُ النَّاسُ أنّا لم نُصِبْ بَلَلاً
من «المحيط» الذي فاضت عطاياهُ
لا.. لم نكن فيه «صيّادين»، تجذبُنا
خيراتُه.. فإذا شَحَّتْ هَجَرْناهُ
وإنّما مَعَهُ الإيمانُ وَحَّدَنا
فكان نحنُ، وكنّا نحنُ إيّاهُ
يستغربونَ: لماذا لا نَزالُ كما
كُنّا.. على الأَرضِ، ما تُهنا كما تاهوا
.. لأنّنا شَجَرٌ فيها يُعانِقُها
كما يعانقُ هذا اللفظُ معناهُ
لا عابرون بها كالطّيفِ، لستَ تَرى
له ملامحَ.. أو تدري خباياهُ
إنّا مجانينُ «لَيْلى»، وهي هائمةٌ
بغيرِنا.. ولهذا «الغيرِ» لَيلْاهُ
وقفٌ عليْها هوانا، لا تُقابِلُهُ
بمثلِهِ.. فلماذا؟! يعلمُ اللهُ
«أَبا سِنانٍ».. وسلّمْ لي على وطنٍ
اللهُ يَشْهَدُ أنَّا ما خَذَلْناهُ
ويشهدُ اللهُ أنّا في محبَّتِهِ
موحِّدونَ.. وما في القلبِ إلاّهُ
* رحمه الله، ورحم شعراءَنا الرّاحلين، الذين لا يزايدُ أحدٌ فينا في محبّتهم للوطن.