بقلم:الأسير أسامة الأشقر
بعد إعلان البيت الأبيض إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا تناقلت وسائل الإعلام العالمية مئات التحليلات السياسية والاقتصادية والتي تنبأت بمصير حملة ترامب الانتخابية وحظوظها بالفوز في ولاية ثانية، فالرجل الذي يخالف كل التوقعات في كل مرة يبدو للوهلة الأولى بأنه يصارع بكل قواه لكي يحقق انجازه التاريخي الشخصي الثاني فالظروف المحيطة بالرجل جميعها تشي بخسارته بهذا السباق إلا أن القارئ المتبصر لطبيعة الحملة الانتخابية التي يقودها ومن خلفه خبراء الإعلام السياسي والسيكولوجي للحزب الجمهوري يجد أن ترتيب الأحداث وطبيعة التصريحات التي أدلى بها ترامب وقادة حزبه خلال الفترة الماضية تعبر عن استراتجية واضحة لدى هذا الحزب وذلك بهدف تحويل ترامب من رجل فاشل في إدارة العديد من الملفات المصيرية وأهمها جائحة كورونا لرجل يجب التعاطف معه في هذا الظرف الصعب الذي يمر به في تكتيك مزدوج الأهداف منها جذب أكبر قدر ممكن من التعاطف مع ترامب وكذلك إقناع الشريحة المترددة من المصوتين الأمريكيين بأن الموقف الذي دافع عنه الرئيس ترامب طويلاً والذي يدعي بعدم إعطاء هذه الجائحة اهتماماً زائداً أو حتى عدم أخذ احتياطات وقائية تجنباً للإصابة بهذا المرض وهذا بالضبط ما روج له ترامب بعد تعافيه وعودته لمباشرة مهامه.
اللافت في الأمر هو عدم قدرة المنافس الديمقراطي ونائب الرئيس السابق جو بايدن على اختراق الرأي العام الأمريكي وضرب رواية ترامب ومراوحة حملة الحزب الديمقراطي في مكانها دون تسجيل أي نجاحات استثنائية فبرغم ميل كافة استطلاعات الرأي لصالح بايدن إلا أن الأجواء العامة تشير بإمكانية تكرار تجربة الانتخابات السابقة عندما فاجأ ترامب العالم وتفوق على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، هذه الحلقة المفقودة تجعل من إمكانية التنبؤ بالاتجاه الذي تسير إليه نتيجة الانتخابات الأمريكية صعبة للغاية فقدرة هذا الرجل وأسلوبه الخاص واصطفاف الجماعات اليمينية المتطرفة خلفه تؤكد حظوظه في الفوز بولاية ثانية، على الرغم من إجماع كافة استطلاعات الرأي الأمريكية على خسارته للانتخابات إلا إذا استطاع الحزب الديمقراطي ومرشحه بايدن أو نائبته كاملا هاريس باجتذاب شرائح جديدة ضاقت ذرعاً بما وصلت إليه أحوال الأمريكيين البسطاء هذا الأمر الذي لن يتضح إلا يوم الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.