تتعرض القدس في هذه الايام الى حملة شرسة من التهويد والتهجير وذلك بذريعة جائحة كورونا، ولقد كثفت الشرطة الاسرائيلية من تواجدها في كل احياء وشوارع المدينة واحتجزت العشرات من المواطنين وفرضت غرامات مالية باهظة على كثيرين غيرهم، بينما يأتي المستوطنون من كل المناطق وبحماية الشرطة نفسها ويقتحمون باحات الحرم القدسي ويقيمون شعائر دينية.
وقد هدمت قوات الاحتلال ١٣ وحدة سكنية و ٨ منشآت تجارية بالمدينة وأبعدت عشرات المواطنين عن مدينتهم، كما واصلت اعتقال محافظ القدس المرة تلو الاخرى بالاضافة لعشرات المواطنين الآخرين.
وكان رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري صادقاً تماماً حين قال ان المسجد الاقصى كان حزيناً يومي الجمعة الماضيين بسبب التضييق المتعمد على المقدسيين ومنع وصولهم أو دخولهم المسجد.
وبالاضافة الى كل ذلك فإن من يعيش بالقدس أو يزورها يرى حجم البناء الاستيطاني الواسع في كل انحاء القدس، سواء بالبلدة القديمة أو المناطق الاخرى في محيطها، والذي لا يتوقف أبداً.
ان هذا الوضع المأساوي في عاصمتنا الموعودة لا يواجهه سوى صمود أبناء القدس وتمسكهم بوجودهم وبقائهم فيها، وهو الامر الذي يثير مخاوف الاحتلال وقلقه، وبهذا الخصوص فإن المطلوب من السلطة الوطنية ان تعمل بكل الوسائل على تعزيز هذا الوجود وتقويته حتى تظل شوكة في حلق هذا الاحتلال الذي يحلم بغيابنا أو تقليص وجودنا.
لا بد في هذا المجال من قول كلمة مؤلمة ومحزنة الى العالم العربي والدول الاسلامية حيث لا نسمع إلا البيانات والخطابات دون القيام بأية خطوات فعلية وحقيقية لدعم الصمود الوطني في القدس بلد الاسراء والمعراج، ولدى هؤلاء القدرات المالية والسياسية الهائلة للقيام بذلك.
اخيراً يا قدس يا عاصمتنا الموعودة وبلدتنا العريقة ستظلين الاقوى والاقدر على الصمود والتصدي لكل مشاريع التهويد والاسرلة ...!!