ما زالت كورونا تحدث ارباكا في المشهد الانتخابي نتيجة تصاعد حالات الاصابات الى ارقام غير مسبوقة، وما زالت معها حالة الغموض تشوب تحديد يوم الاقتراع على الرغم من فتح ابواب التسجيل للترشح، كما الاجواء الانتخابية تبدو فاترة على الرغم من انتهاء اغلب المرشحين من بناء المصفوفة الانتخابية التي تأهلهم لدخول للمعترك الانتخابي.
الامر الذي ابعد الاجواء الانتخابية عن اجوائها الاعتيادية وجعل سير العملية الانتخابية تبدو هادئة بلا عجاج او غبار انتخابي حتى على شبكة الاتصال الاجتماعي وهو ما يتوقع ان يسقط بظلاله على نسبة اقتراع لتكون متدنية اكثر من ذي قبل، اذا ما استمرت مناخات كورونا في التمدد والانتشار واجواء المشهد العام في الانتظار، وفي تكوين رياح طاردة مركزية تبعثر المجهودات التي تقوم بها الاحزاب وقوائم المرشحين كما الجهات الرسمية، فان تحديد موعد الانتخابات بحاجة الى ارجاء، لاعطاء مساحة اكبر لعملية اعادة التموضع الميداني واعادة بناء الضمني لبعض المراكز فان الارض لا تبدو صالحة لحسن الاستجابة، وان كانت هنالك مجهودات محمودة حرثت الارض لكن سرعة الرياح تعيق رمي البذور، وان لذلك مواقيت والمواقيت لم تات بعد وللانتخابات اجواء والاجواء غير متوفرة.
صحيح ان طبيعة المشهد العام بحاجة الى تغيير بعد حالة الركود الطويلة نسبيا التي فرضتها اجواء كورونا، لكن ما هو صحيح ايضا ان تغيير البيئة من بيئة راكدة الى بيئة متفاعلة بحاجة الى اختيار التوقيت، والتوقيت الافضل لذلك سيكون في شهر اذار، لاسباب مباشرة لها علاقة بانهاء ملف كورونا والاعلان عن اكتشاف الفكسين، وهذا ما بينته مناظرة ترامب بايدن عندما اكدها الطرفان وباتت معلومة، واسباب غير مباشرة لها علاقة في البيئة الداخلية التي ما زالت غير آبهة في المشهد الانتخابي وهذا مرده لعودة ذات النواب للترشح والبقاء على ذات القانون، مما سيؤدي الى عودة البرلمان السابق بصور جديدة مع بقاء المضمون واحد.
ولعل صورة اخراج مجلس الاعيان وبقائه دون تغيير يشي ان ميزان كفة النواب ستكون بذات التقدير، وهذا ما ترك انطباعا عند اهل الراي مفاده يقول مسافة التقدير تبدو بعيدة، وان حالة الانتظار تبدو مقلقة، لاسيما في ظل عدم الجهوزية الصحية التي تبدو غير مناسبة مع تنامي اجواء كورونا المقلقة، فان الامر بحاجة الى تدخل سريع من قبل جلالة الملك والمؤسسة العسكرية لضبط الايقاع في السلامة في اجواء السلامة العامة وتهيئة الاجواء امام حسن الاستجابة.