الغربة أن نكون مختلفين في وسط قوالب بشرية متكررة لا تقبل إلاصورتها , أن نعيش العمق في زمن السطحية والتفاهة, إنه الرحيل من الوجود الذي ألفت والهواء الذي تنفست والمنزل الذي سكنت والقلوب التي أحببت ، إنه الرحيل إلى عالم مجهول مضطرب ,ان نبحث عنا فينا فلا نجدها في دواخلنا ,ان يقيدنا الزمان ونحن خارجه, والاثنين اشد على نفسيتنا.
قال رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ قَالَ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاس"ُ. يصف الحديث الحالة التي بدأ بها الإسلام والحالة التي ينتهي إليها بالغربة، ولمعرفة المقصود من هذا الوصف لابد من معرفة ما يقصد بكلمة غربة وغريب.
الغربة والتغرب هي البعد، وفي الحديث عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ فَقَالَ غَرِّبْهَا إِنْ شِئْتَ" (النسائي) أي أبعدها ويريد الطلاق، والغَرْب هو الذهاب والتنحي عن الناس، والتغريب هو النفي عن البلد ومنه حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ "سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ فِيمَنْ زَنَى وَلَمْ يُحْصَنْ جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ" (البخاري). ويقال غريب للوحيد الذي لا أهل عنده. وعلى ذلك فالغربة نوعان: غربة المكان وغربة الزمان. أما غربة المكان وهي التي يسمى الغريب فيها غريباً وهو من بَعُدَ عن وطنه أو أهله. كما في حديث تغريب الزاني. وأما غربة الزمان فهي أن توجد في زمن ليس زمنك، فأنت غريب وأنت بين أهلك وولدك وفي بلدك، فالطاعن في السن غريب وهو بين أهله، والذي آب بعد سفر طويل غريب وهو يحتاج إلى فترة حتى يتأقلم.
أما الحديث "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا" فيعني أن الإسلام كان في أول الأمر كالغريب الذي لا أهل عنده، وسوف يعود غريباً عندما يبعد عنه أهله ويحملون أفكاراً غير أفكاره، وقناعات ليست منه، فهم قد فصلوا أنفسهم عنه وبعدوا وأصبح المستمسكون به كالغرباء لقلتهم وغرابة أفكار الإسلام لطغيان أفكار الكفر في المجتمع. فالحديث يدل على غربة غير غربة المكان وغربة الزمان وهي غربة المفاهيم. إن حالة الغربة هذه –أي غربة المفاهيم – قد عاشها الرسول صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما بدأ الإسلام غريباً وعاشها الأنبياء من قبله صلوات الله عليهم جميعاً. فالرسول صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يوصف بالصادق الأمين بين أهله وعشيرته في مكة قبل بعثته، فلم يكن في غربة، ولكن حدثت الغربة عندما جاء بالمفاهيم الجديدة التي فهموها بفطرتهم من أن هذه الدعوة هي انقياد وحبس للنفس، وهذا مخالف لتقاليدهم وعاداتهم، فكانت هذه الأفكار عندما بدأ الإسلام غريباً.
وهل نعيش في الاردن غربة المكان وغربة الزمان وغربة المفاهيم , نعم نعيش كافة انواع الغربة وخاصة غربة المفاهيم , ونعاني من غربة المفاهيم في المجالات السياسية بالدرجة الاولي , والغربة الاجتماعية بين الحياه التقليدية وحياة الحداثة , والغربة الاقتصادية بين الدخل وتقليد الاخرين. وغربة الحراك الشعبي وغربة المعارضة وغربة الاحزاب وغربة الحكومات وغربة النواب, ويبقي ان نعرف كيف نخرج من تيه كافة انواع الغربة , وهل نحن مؤهلين لنخرج من الغربة وان نعود المواطنين الطيبين الذين يفهمون مصلحة البلد ؟
قال رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ قَالَ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاس"ُ. يصف الحديث الحالة التي بدأ بها الإسلام والحالة التي ينتهي إليها بالغربة، ولمعرفة المقصود من هذا الوصف لابد من معرفة ما يقصد بكلمة غربة وغريب.
الغربة والتغرب هي البعد، وفي الحديث عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ فَقَالَ غَرِّبْهَا إِنْ شِئْتَ" (النسائي) أي أبعدها ويريد الطلاق، والغَرْب هو الذهاب والتنحي عن الناس، والتغريب هو النفي عن البلد ومنه حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ "سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ فِيمَنْ زَنَى وَلَمْ يُحْصَنْ جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ" (البخاري). ويقال غريب للوحيد الذي لا أهل عنده. وعلى ذلك فالغربة نوعان: غربة المكان وغربة الزمان. أما غربة المكان وهي التي يسمى الغريب فيها غريباً وهو من بَعُدَ عن وطنه أو أهله. كما في حديث تغريب الزاني. وأما غربة الزمان فهي أن توجد في زمن ليس زمنك، فأنت غريب وأنت بين أهلك وولدك وفي بلدك، فالطاعن في السن غريب وهو بين أهله، والذي آب بعد سفر طويل غريب وهو يحتاج إلى فترة حتى يتأقلم.
أما الحديث "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا" فيعني أن الإسلام كان في أول الأمر كالغريب الذي لا أهل عنده، وسوف يعود غريباً عندما يبعد عنه أهله ويحملون أفكاراً غير أفكاره، وقناعات ليست منه، فهم قد فصلوا أنفسهم عنه وبعدوا وأصبح المستمسكون به كالغرباء لقلتهم وغرابة أفكار الإسلام لطغيان أفكار الكفر في المجتمع. فالحديث يدل على غربة غير غربة المكان وغربة الزمان وهي غربة المفاهيم. إن حالة الغربة هذه –أي غربة المفاهيم – قد عاشها الرسول صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما بدأ الإسلام غريباً وعاشها الأنبياء من قبله صلوات الله عليهم جميعاً. فالرسول صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يوصف بالصادق الأمين بين أهله وعشيرته في مكة قبل بعثته، فلم يكن في غربة، ولكن حدثت الغربة عندما جاء بالمفاهيم الجديدة التي فهموها بفطرتهم من أن هذه الدعوة هي انقياد وحبس للنفس، وهذا مخالف لتقاليدهم وعاداتهم، فكانت هذه الأفكار عندما بدأ الإسلام غريباً.
وهل نعيش في الاردن غربة المكان وغربة الزمان وغربة المفاهيم , نعم نعيش كافة انواع الغربة وخاصة غربة المفاهيم , ونعاني من غربة المفاهيم في المجالات السياسية بالدرجة الاولي , والغربة الاجتماعية بين الحياه التقليدية وحياة الحداثة , والغربة الاقتصادية بين الدخل وتقليد الاخرين. وغربة الحراك الشعبي وغربة المعارضة وغربة الاحزاب وغربة الحكومات وغربة النواب, ويبقي ان نعرف كيف نخرج من تيه كافة انواع الغربة , وهل نحن مؤهلين لنخرج من الغربة وان نعود المواطنين الطيبين الذين يفهمون مصلحة البلد ؟