حالة من الاستهداف والتضييق المقصود بدأ يلمسها الشارع الاردني بحق وزير الصحة د. سعد جابر والمواطن بالفعل يشعر ايضا ان هنالك لوبي يحيك ويدبر المؤمرات للاطاحة بهذا الهرم الصحي وقد عمدوا في الأيام الماضية لالصاق اي قرار به يؤثر على حياة الناس اجتماعيا واقتصادياً فمن فتح مطار او إغلاقه إلى جمعات الحظر وساعاته وتحديد اوقات العمل للمصانع والشركات ودوام الطلاب في المدارس وغيرها من التعميمات التي تصدر من أكثر من جهة .
وعلى الجانب الآخر فان التعيينات السنوية لوزارة الصحة من اطباء، وممرضين تم وقفها ووضع عليها "بلوك" حكومي بحجة عدم وجود مخصصات بالوقت الذي نحن بأمس الحاجة لزيادة اعداد الكوادر الطبية والمساعدة في هذا الظرف الاستثنائي والذي نكافح فيه أشرس الامراض واشدها فتكا.
استقالة مدير مستشفى البشير الدكتور محمود زريقات والتي تم العدول عنها لم تأتي عبثا ولا بغرض (الشو) الاعلامي بل جائت بعد تضييق الخناق على الرجل ووصوله لقناعة بأنه لن يستطيع القيام بواجبه اتجاه المرضى في ظل شح الموارد البشرية والزيادة الكبيرة في أعداد المراجعين بعد إغلاق مستشفى الأمير حمزة وتخصيصه لمرضى الكورونا ولحق به في التوقف عن العمل احترازيا ولاجراءات التعقيم مستشفى الزرقاء الحكومية بعد اكتشاف إصابات بالفيروس بين صفوف العاملين فيه وحجر اغلب كوادره وكل هذا كانت قنابل تم تفجيرها بقصد او بغير قصد بحضن الوزير جابر لاجباره على التنحي والاستقالة او إعلانه العجز عن تكملة المشوار الذي بدأه بنجاح وتميز.
ومن بين الحفر والمطبات الصناعية التي استهدفت الوزير وهي المتمثلة بالإعلام والتي كان في كل مقابلة تجريها المحطات الرسمية له يتعمد فيها المحاور احراجه وإظهاره بغير ما هو عليه بعد أن يكون قد سُرب للمذيع بعض الموضوعات الخفية والتي لو تم سؤال رئيس الوزراء عنها لما اجابه عليها ولما افصح عن مكنوناتها لحساسية الموقف العام الذي يعيشه الأردن في مكافحته للمرض ولكن يتم طرحها على جابر لاضعاف موقفه أمام الرأي العام.
الأمر الآخر وبعد الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بالكورونا هو في السياسة العامة للحكومة والتي باتت تختصر وتحصر إطار مكافحة المرض بوزارة الصحة ووزيرها جابر بحيث ان الفشل (لا سمح الله) سيكون معلقآ على شماعة هذا الوزير ووزارته وهذا بالطبع مرفوض كليا فالجميع يتحمل المسؤولية الأدبية والقانونية من رئيس الحكومة إلى الوزراء الآخرين ولأقل فرد في المجتمع الأردني وعلى الدولة بمكوناتها العمل على اعادة التربيط والشد وعدم التراخي والأخذ بمسببات النجاح لانقاذ سفينة الوطن من الغرق في وحل المرض ونتائجه.
هنا وختاما نوجه رسالتنا لاصحاب القرار في الدولة والحكومة بعدم ترك وزارة الصحة ووزيرها جابر تتلاطمهم أمواج فيروس فتاك لا يميز بين فقير وغني ومسؤول ومواطن فالجميع تحت الخطر والخاسر الأكبر هو الوطن وكلنا ثقة وبتكاتف الجميع أن نتجاوز هذه المرحلة العصيبة من عمر المرض فهذا الأردن العظيم سيبقى عظيما بهمة قائده ووطنية حكومته ونظافة اجهزته وطيبة شعبه.