إسرائيل لديها غطاء أمريكي ولا تجرؤ أوروبا على الحد من سياساتها التوسعية، وإذا نظرنا إلى دورها في البحر المتوسط نجد أنها انتزعت ما تريد من حصتها النفطية والغازية، بانشغال خصومها تركيا واليونان ودول أخرى، ،كما أنها موجودة في البحر الأحمر ولديها أفضل سلاح جو وأقوى حليف دولي في واشنطن، كما أن موسكو تتجنب مواجهة مصالحها، ولهذا فإن تغلغلها غير المعلن في الإقليم يهدد مصالح تركيا وإيران وأوروبا وخاصة بريطانيا لكن فرنسا وحدها تحاول البقاء ،وهذا ما دفع رئيسها ماكرون إلى الذهاب إلى لبنان وإظهار نفوذ وقوة بلاده على الفرقاء اللبنانين .
تركيا تجري مناورات في شرق البحر المتوسط وتبحث عن النفط والغاز وتطالب أوروبا بالحياد في نزاعها مع اليونان، وأقامت تحالفات مع ليبيا وموجودة في سوريا والعراق ولديها رغبة جامحة في قيادة الشرق الأوسط أو أن تأخذ ما تريده عنوة من خصومها، كما أنها ولأول مرة في تاريخها الحديث تجري مناورات مشتركة مع روسيا وتتزود بأسلحة متطورة منها أيضا وكأنها تتهيأ للانسحاب من حلف الناتو، فاوروبا تهددها بالعقوبات وامريكا فرضت عليها حصارا غير معلن وجرمتها بإبادة الأرمن، وملفها على طاولة الإتحاد الأوروبي نهاية الشهر الجاري،وفي أروقة صناع القرار في واشنطن.
إيران هي الأخرى تسعى لتثبيت نفوذها ومصالحا، فهي موجودة في البحرين الاحمر والمتوسط ولديها حلفاء ومليشيات وتحارب في اليمن وسوريا والعراق، ونفوذها في لبنان هو الأقوى كما أنها دخلت في الأزمة الليبية، وعينها أن تفرض حدود نفوذها بالنار عند الضرورة.
إيران وتركيا..هل تتحالفان سياسيا لوقف التغلغل الإسرائيلي والحد من الغطاء الأمريكي لها؟!.، وهل يمكنهما مواجهة اطماع روسيا وأمريكا؟! وهل بقوتهما الذاتية قادرتان على انتزاع مصالحهما في المتوسط وغيره،؟!. فالشرق الوسط يتغير بسرعة لصالح قوى إقليمية فرضت نفسها فيه، وتسعى لأن تأخذ ما تريد وإن أدى ذلك إلى حروب مفتوحة مع التابعين دون الاصطدام بالكبار، وهناك محاولات لرسم مصالح مشتركة بينهما وتقاسمها ،وكل هذا يجري على حساب الجغرافيا والشعوب العربية .