لذا كانت طريقة تصويت المواطن الامريكي في صناديق الاقتراع او الحصول على المقاعد التصويتية في المجمع الانتخابي لا تستند لميزان التاثير الخارحي وقضاياه الا من باب واقع حجم الفتوحات الاقتصادية او مقدار العوائد المادية التي سيجنيها عبر مساهمة العلاقات الخارجية الامريكية في جلب الاستثمارات او في زيادة حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
فالمواطن الامريكي لا يعنيه في المقام الاول حجم الانتصارات التي تحققها الخارجية الامريكية في هذه المسالة او تلك، بل ما يسال عنه مباشرة، ما الذي سيجينه من عوائد مباشرة او غير مباشرة جراء عمليات التدخل او الاشتباك الدبلوماسي الذي تقوم به وزارة الخارجية، لذا تشكل الحالة المعيشية والواقع الاقتصادي والمسائل الداخلية اولوية اولى عند الناخب عن غيرها من القضايا الخارجية على الرغم من كل ما يقال حول هذه المسالة من روايات او ما ولدته من انطباعات في اذهان المجتمعات الشرقية، فان دافع الضريبة الامريكي يبحث عن مردود ولا يبحث عن تحقيق بطولات لهذا الزعيم او ذاك.
اذن المجمع الانتخابي الامريكي البالغ 538 صوتا انتخابيا سيقول كلمته في الثالث من نوفمبر القادم , ومن يحصد 270 صوتا من المجمع الانتخابي سيكون هو الفائز في الانتخابات الامريكية، ويقوم الحزبان الديموقراطي والجمهوري بقيادة حملة انتخابية تبدا دائما منذ لحظة الاعلان عن النتائج للمرة القادمة، وبطريقة مهنية وحرفية تستخدم فيها استراتيجيات تقنية وادارية عصرية وحديثة في قيادة الحملات الانتخابية.
حيث تقوم هذه الاستراتيجية على الرؤية والرسالة واختيار السياسات المناسبة الداخلية والخارجية التي تتواءم مع الرؤية والرسالة ومبادئ الحزب ومرتكزاته اضافة الى تحديد المساحات المستهدفة ونقاط جذبها واستقطابها، بينما ينبثق عنها خطة عمل تقوم على تحديد عنوان الحملة واماكن وجودها وكيفية توفير الدعم المالي واللوجستي لهذه الحملات الانتخابية.
هذا اضافة الى تحديد الاسلوب الامثل في ايصال الرسالة وطريقتها الوجاهية او من خلال الناقل التقليدي او الحداثي الاجتماعي كما يتم تحديد الفئة المستهدفة على المستوى العام وعلى صعيد المجتمع المحلي للولاية، لذا تعتبر الانتخابات في الولايات المتحدة مدارس سياسية وادارية واستراتيجية عميقة ومعمقة لما تحويه من علوم عامة وما تحتويه من تفاصيل من العلوم الخاصة خصوصا في كيفية صياغة الرسالة والية ارسالها والوسائل التي من خلالها يتكون الانطباع الذي يعتبر في المفهوم الاستراتيجي اقوي تاثيرا واكثر اثرا في تحقيق الاستهدافات المرجوة، وهذا ياتي ضمن معادلات تقنية وحسابات علمية تقوم على رسم الانطباع وتوليد القناعة عند الناخب الامريكي وهو ما يميز الانتخابات الامريكية وتمتاز بها طبيعة ادارة الحملة الانتخابية وعلوم ادارتها وقيادتها.