روسيا ليست مجرد محطة بنزين كما يحاول البعض تقديمها".. تعليق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نجاح بلاده في تحويل المعاهد والكليات إلى نظام التدريس عن بعد في ظروف جائحة فيروس كورونا وفي زمن قياسي؛ فتطوير بيئة التعليم والعمل باتت تحديا اساسيا يعكس مقدار تقدم الدول وتطورها.
بوتين استطرد أبعد من ذلك بالتشجيع على الجمع بين العمل والدراسة، معتبرًا الأمر ميزة اضافية تنعكس إيجابا على جودة نظام التعليم في البلاد، في حال إيجاد توازن صحيح بين الاثنين. تصريحاتٌ بوتين التي يوفر النفط فيها 57% (418 مليار دولار) من عائداتها جاءت في الذكرى السنوية الـ 75 للانتصار في الحرب الوطنية العظمى في الاول من سبتمبر ايلول الحالي التي جعل عنوانها هذا العام "الذكرى تعني المعرفة"، والمعرفة تعني التكنولوجيا، خصوصا ان بوتين قال في احتفاء بالذكرى إن بلاده تملك تكنولوجيات متطورة تتيح لها مواجهة تحديات العصر.
الغريب أن تصريحات بوتين ومبادراته تكاد تتطابق مع تبني الرئيس الامريكي دونالد ترمب مبادرة "المهارة قبل الشهادة" في حزيران يونيو 2020؛ إذ أصدر أمرًا تنفيذيًّا موجهًا لفروع الحكومة الفيدرالية بالتركيز على المهارات بدل الشهادات الجامعية في اختيار الموظفين الفيدراليين البالغ تعدادهم مليونًا؛ فالسباق لتطوير الاعمال ونظم التعليم بات محمومًا لمواكبة التحولات التكنولوجية، بل البيئية في العالم، والتي ستعتمد اساسا على المهارات والخبرات المتراكمة.
البروتوكول ذاته تبنته شركة IBM في وقت سابق من العام الماضي 2019، إذ عينت 15 بالمائة من قوتها العاملة من خلفيات غير تقليدية، ويتوقع انضمام المزيد من الشركات لهذه المبادرة بحسب المراقبين، ليضاف الى هذه التحولات العمل من المنزل الذي ارتفعت نسبته في عدد من الدول الاوروبية، وعلى رأسها السويد، ليبلغ 40% من الايدي العاملة؛ ما يجعل المهارات في التعامل مع التكنولوجيا اساسية، ولا تقل اهمية عن مهارات التواصل التقليدية .
العالم بهذا المعنى يستعد لدحول حقبة جديدة تطيح بأنماط المعرفة والعمل والانتاج التقليدية، وما كان من المسلمات طوال قرن من الزمن تحول الى عبء كبير على الدول والشركات واصحاب العمل في اشهر وايام قليلة؛ ففايروس "كورونا" قفز بالعالم نحو المستقبل في مدة قياسية، واضعًا العديد من الدول أمام استحقاق تجنبه البعض، في حين كان البعض الآخر يعد له، ويتمنى وصوله.
التعليم عن بعد أحد المحطات المهمة، والانعطافات الحادة التي كشفت قدرة العديد من الدول والمجتمعات على التكيف؛ إذ بات حقيقة في عدد كبير من الدول، وبات خيارًا آمنًا جاءت اليه العديد من المجتمعات، في حين تحول الى تحد للعديد من الدول التي تعاني من تأخر تكنولوجي؛ ففاعلية الخطوة تكاد تكون صفرًا في العديد من دول العالم.
حُرم اكثر من 80% من التعليم المناسب، ولم تتمكن المبادرات الفردية في العديد من الدول الفقيرة من تجاوز المحنة؛ فتحويل جدران المنازل في الحارات والشوارع في المدن الهندية الضيقة إلى ساحات للتعلم لن يعالج المشكلة في ظل غياب وتغييب مؤسسات المجتمع المدني والأهلي، وتعاظم هيمنة الدول والحكومات على نشاطات الافراد والمؤسسات الاهلية.
تردي الاوضاع في الدول الفقيرة، والاقل تقدمًا من ناحية تكنولوجية لن يعوضه إلا مؤسسات المجتمع المدني والاهلي المغيبة والضعيفة؛ ما يجعل من هذه الدول والمجتمعات رهينة بإرادة الدول المانحة والممولة لتحدد لشعوب الدول الفقيرة والمتأخرة مكانها في عجلة الإنتاج، ومستوى المعرفة المطلوبة والمهارة المسموح بها.
العالم يشهد تطورًا مهمًا وحقبة جديدة مليئة بالأمل، إلا أنها ايضا مليئة بالتشوهات والاختلالات التي تحتاج الى تأمل؛ فاحتفاء بوتين بأن روسيا ليست محطة بنزين له مغزى كبير، خصوصًا أنها تخطت عتبة الأمان التكنولوجي التي تمكنها من الحفاظ على استقلالها واستقرارها رسالة غاية في الاهمية في زمن بات فيه برميل النفط السلعة الأكثر تذبذبًا إذا ما قِيس ببطاقة الهاتف واشتراك شبكة الانترنت.
بوتين استطرد أبعد من ذلك بالتشجيع على الجمع بين العمل والدراسة، معتبرًا الأمر ميزة اضافية تنعكس إيجابا على جودة نظام التعليم في البلاد، في حال إيجاد توازن صحيح بين الاثنين. تصريحاتٌ بوتين التي يوفر النفط فيها 57% (418 مليار دولار) من عائداتها جاءت في الذكرى السنوية الـ 75 للانتصار في الحرب الوطنية العظمى في الاول من سبتمبر ايلول الحالي التي جعل عنوانها هذا العام "الذكرى تعني المعرفة"، والمعرفة تعني التكنولوجيا، خصوصا ان بوتين قال في احتفاء بالذكرى إن بلاده تملك تكنولوجيات متطورة تتيح لها مواجهة تحديات العصر.
الغريب أن تصريحات بوتين ومبادراته تكاد تتطابق مع تبني الرئيس الامريكي دونالد ترمب مبادرة "المهارة قبل الشهادة" في حزيران يونيو 2020؛ إذ أصدر أمرًا تنفيذيًّا موجهًا لفروع الحكومة الفيدرالية بالتركيز على المهارات بدل الشهادات الجامعية في اختيار الموظفين الفيدراليين البالغ تعدادهم مليونًا؛ فالسباق لتطوير الاعمال ونظم التعليم بات محمومًا لمواكبة التحولات التكنولوجية، بل البيئية في العالم، والتي ستعتمد اساسا على المهارات والخبرات المتراكمة.
البروتوكول ذاته تبنته شركة IBM في وقت سابق من العام الماضي 2019، إذ عينت 15 بالمائة من قوتها العاملة من خلفيات غير تقليدية، ويتوقع انضمام المزيد من الشركات لهذه المبادرة بحسب المراقبين، ليضاف الى هذه التحولات العمل من المنزل الذي ارتفعت نسبته في عدد من الدول الاوروبية، وعلى رأسها السويد، ليبلغ 40% من الايدي العاملة؛ ما يجعل المهارات في التعامل مع التكنولوجيا اساسية، ولا تقل اهمية عن مهارات التواصل التقليدية .
العالم بهذا المعنى يستعد لدحول حقبة جديدة تطيح بأنماط المعرفة والعمل والانتاج التقليدية، وما كان من المسلمات طوال قرن من الزمن تحول الى عبء كبير على الدول والشركات واصحاب العمل في اشهر وايام قليلة؛ ففايروس "كورونا" قفز بالعالم نحو المستقبل في مدة قياسية، واضعًا العديد من الدول أمام استحقاق تجنبه البعض، في حين كان البعض الآخر يعد له، ويتمنى وصوله.
التعليم عن بعد أحد المحطات المهمة، والانعطافات الحادة التي كشفت قدرة العديد من الدول والمجتمعات على التكيف؛ إذ بات حقيقة في عدد كبير من الدول، وبات خيارًا آمنًا جاءت اليه العديد من المجتمعات، في حين تحول الى تحد للعديد من الدول التي تعاني من تأخر تكنولوجي؛ ففاعلية الخطوة تكاد تكون صفرًا في العديد من دول العالم.
حُرم اكثر من 80% من التعليم المناسب، ولم تتمكن المبادرات الفردية في العديد من الدول الفقيرة من تجاوز المحنة؛ فتحويل جدران المنازل في الحارات والشوارع في المدن الهندية الضيقة إلى ساحات للتعلم لن يعالج المشكلة في ظل غياب وتغييب مؤسسات المجتمع المدني والأهلي، وتعاظم هيمنة الدول والحكومات على نشاطات الافراد والمؤسسات الاهلية.
تردي الاوضاع في الدول الفقيرة، والاقل تقدمًا من ناحية تكنولوجية لن يعوضه إلا مؤسسات المجتمع المدني والاهلي المغيبة والضعيفة؛ ما يجعل من هذه الدول والمجتمعات رهينة بإرادة الدول المانحة والممولة لتحدد لشعوب الدول الفقيرة والمتأخرة مكانها في عجلة الإنتاج، ومستوى المعرفة المطلوبة والمهارة المسموح بها.
العالم يشهد تطورًا مهمًا وحقبة جديدة مليئة بالأمل، إلا أنها ايضا مليئة بالتشوهات والاختلالات التي تحتاج الى تأمل؛ فاحتفاء بوتين بأن روسيا ليست محطة بنزين له مغزى كبير، خصوصًا أنها تخطت عتبة الأمان التكنولوجي التي تمكنها من الحفاظ على استقلالها واستقرارها رسالة غاية في الاهمية في زمن بات فيه برميل النفط السلعة الأكثر تذبذبًا إذا ما قِيس ببطاقة الهاتف واشتراك شبكة الانترنت.