في ظل الحالة الدولية والإقليمية والعربية الراهنة يصبح من الضروري جداً أخذ زمام المبادرة فلسطينياً، فقد جرب الشعب الفلسطيني معظم الخيارات المتاحة دولياً وإقليمياً، وقد بذلت جهود مضنية في هذا الإطار وبعد أكثر من مئة عام من النضال المتواصل لإقامة دولته المستقلة لم يحقق هدفه هذا وذلك لأسباب لسنا بوارد ذكرها الآن. هذا الأمر الذي يدفعنا لأن نفكر بمجموعة من البدائل الضرورية لبناء استراتيجية وطنية شاملة تكون قادرة على تحقيق هذا الهدف ولكي نستطيع بناء هذه الاستراتيجية يجب علينا تجاوز كل خلافاتنا وتناقضاتنا الداخلية، وكذلك يجب علينا تغير أساليبنا التقليدية التي لم تخدم قضيتنا طوال قرنٍ من الزمن والذهاب مباشرة ودون إبطاء لعقد مؤتمر فلسطيني شامل يحضره كل ممثلي الشعب الفلسطيني وكفاءاته المتواجدة في جميع أرجاء العالم، هذا المؤتمر تكون مهمته المركزية وضع استراتيجية شاملة بأهداف محددة وبجداول زمنية ثابتة لكل مهمة وخطوة يتم القيام بها، ولكي تكون الفكرة أوضح أضع بين أيديكم الكريمة مشروع مبادرة عقد المؤتمر وهي قابلة لأي إضافة أو تعديل يصب في خدمة المشروع، فالهدف الأسمى هو تجاوز هذه المرحلة المصيرية من تاريخ شعبنا بنجاح وهذه بعض المقترحات الأولية:
أولاً: الدعوة بتاريخ النكبة 15-5-2021لعقد مؤتمر يجمع كل الكفاءات والخبرات الفلسطينية السياسية والاقتصادية والإعلانية والفكرية في دولة محايدة لا تضع أي شروط على عقد هذا المؤتمر ويستطيع كل المشاركين الوصول لها بسهولة.
ثانياً: تشكيل لجنة مشرفة على إقامة هذا المؤتمر تكون مشكلة من قادة الفكر الفلسطيني والذين لا ينتمون لأي تنظيم سياسي وليس لديهم أي توجهات حزبية، تكون مهمتهم الوحيدة هي الترتيب لعقد هذا المؤتمر وإنجاحه.
ثالثاً: عدم اقتصار عقد هذا المؤتمر على ممثلي فصائل أو جاليات نقابات أو أطر معينة، بل يجب التأكيد على حضور من له القدرة في أي مجال من المجالات على خدمة الهدف الأسمى وهو إقامة الدولة الفلسطينية.
رابعاً: الهدف الأساسي لهذا المؤتمر وضع خطط عملية قابلة للتطبيق ضمن جداول زمنية محددة في مختلف الجوانب التي تسهم في تحقيق الهدف.
خامساً: الشعب الفلسطيني زاخر بالكفاءات المالية والفكرية والإعلامية القادرة على بناء دول بأكملها وليس دولة واحدة، لذلك فإن من الضروري جداً عمل إحصاء أو جدولة لكل من هو فلسطيني من هؤلاء الكوادر في كل أنحاء العالم ودعوتها وأخذ مشورتها والتأكيد على حضورها لهذا المؤتمر.
سادساً: هذا المؤتمر له مهام محددة بوضع خطط تنفيذية قابلة للتطبيق، وليس الهدف منه إلقاء الخطابات والتحدث على المنابر فقط.
شعبنا العظيم، قيادة شعبنا قيادة شعبنا الأبية بكل أطيافه وفئاته وفصائله ونقاباته وشرائحه المختلفة، إن المرحلة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية تحتم علينا إظهار أفضل ما لدينا والاصطفاف جنباً إلى جنب والقيام بالمهمة المقدسة لانتشال قضيتنا من المأزق الخطير الذي وصلت إليه، وهذا درس يجب أن نتعلمه من أعدائنا الذين سلبوا أرضنا وأقاموا دولة على أنقاض شعبنا بعد طرده وتشتيته، وكل هذا تم تحقيقه بعد نصف قرن من عقد مؤتمر بازل الذي وضع اللبنات الأساسية لإقامة دولة لليهود وكان لهم ما أرادوا، والشعب الفلسطيني ليس أقل حيلة أو قدرة من جماعات كانت متناثرة في بقاع المعمورة لم يكن يربطها سوى مصالح استعمارية وهو فعلاً قادر على إعادة فلسطين للخارطة الجغرافية والسياسية إذا ما أحسنا التدبير والعمل.
الحرية لشعبنا المجد والخلود لشهدائنا الحرية للأسرى الشفاء العاجل للجرحى، إخوتكم أسرى فلسطين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عنهم الأسير أسامة الأشقر.